عبدالله صالح المحمود
بين ضباب جبال السروات وألوان الطبيعة الخلابة، تستعد منطقة عسير لتكون واجهة سياحية عالمية بفضل رؤية المملكة 2030، واستراتيجية طموحة يقودها بحكمة الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود. هذه الاستراتيجية تمهد الطريق لتحول سياحي شامل يعزز مكانة عسير كمركز يجمع بين الأصالة والحداثة، منذ إطلاق استراتيجية تطوير عسير في 2021، بدأت ملامح التحول تظهر بوضوح، من خلال مشروعات ضخمة تهدف إلى خلق تجربة سياحية متكاملة.
يُعد مطار أبها الجديد، المتوقع افتتاحه بحلول 2028، أحد أبرز المشروعات، حيث سيعكس هوية المنطقة التراثية والطبيعية ويُسهّل الوصول إليها للسياح والمستثمرين. كما تضم الخطة مشروعات رائدة، مثل إنشاء مسارات سياحية بيئية ومنتجعات جبلية تحاكي الطبيعة وتُبرز التراث المحلي بأسلوب مبتكر. تركز استراتيجية عسير على تحقيق التوازن بين التنمية السياحية وحماية البيئة، مع تعزيز الطاقة الاستيعابية للفنادق من خلال إنشاء 20 ألف غرفة إضافية بحلول كأس العالم 2034.
هذه التوسعات تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد، مع الالتزام بالمعايير البيئية لضمان الحفاظ على جمال المنطقة الطبيعي، إلى جانب تطوير البنية التحتية، يتم تنفيذ مبادرات لإشراك المجتمع المحلي. تشمل هذه المبادرات برامج تدريبية لتأهيل السكان للعمل في قطاع السياحة، من إدارة الفنادق إلى تنظيم الفعاليات الثقافية.
هذه الجهود لا تعزز الاقتصاد المحلي فحسب، بل تُسهم أيضًا في تحسين جودة الحياة لسكان المنطقة، الأمير تركي بن طلال لعب دورًا محوريًا في تغيير النظرة التقليدية للاستثمار في عسير، لم يقتصر دوره على جذب الاستثمارات الجديدة، بل عمل بحزم على حل المشكلات التي كانت تعيق تنفيذ المشاريع المتعثرة لسنوات، هذه الجهود أثمرت عن بيئة استثمارية مستقرة تُشجع على النمو المستدام.
على سبيل المثال، قاد الأمير جهود إعادة هيكلة مشروعات سياحية حيوية، وفتح ملفاتها لمعالجة التحديات الإدارية والمالية، هذه القيادة العملية أكدت جدوى الاستثمار في عسير، وجعلت المنطقة بيئة حاضنة للإبداع والتنمية الاقتصادية.
ما يُميز عسير هو قدرتها على المزج بين الطبيعة والتراث، تُقام في المنطقة فعاليات ثقافية وفنية تسلط الضوء على العادات والتقاليد المحلية، مثل المهرجانات التراثية والحرف اليدوية، هذه الفعاليات لا تُضيف بُعدًا ثقافيًا للسياحة فحسب، بل تُعزز التفاعل بين الزوار والمجتمع المحلي. ومن المشاريع المبتكرة، تطوير مسارات جبلية تُتيح للزوار الاستمتاع بالطبيعة واستكشاف التراث في آن واحد. كما تُركز المنطقة على بناء متنزهات بيئية تستخدم الطاقة المتجددة، مما يرسخ مكانة عسير كوجهة سياحية مستدامة. عسير ليست مجرد وجهة سياحية، بل قصة نجاح تعكس رؤية المملكة نحو التنوع الاقتصادي والاستدامة بفضل جهود الأمير تركي بن طلال ودعم القيادة الرشيدة، تُظهر عسير إمكاناتها كوجهة سياحية عالمية تجمع بين الأصالة والحداثة، التراث والطبيعة، والتنمية والاستدامة.
مشروعات البنية التحتية والابتكارات السياحية في عسير تُبرز التزام المملكة بتحقيق رؤية 2030، وتحويل المنطقة إلى مركز جذب سياحي واستثماري.
هنا، تمتزج الجماليات الطبيعية مع الطموحات الوطنية، لتُصبح عسير وجهة لا تُنسى لكل من يبحث عن تجربة استثنائية تجمع بين الجمال والإبداع.