علي بلال - الرياض/ تصوير - عبدالله مسعدون:
احتفت قيصرية الكتاب مساء أمس الأول، بمعالي وزير الإعلام الأسبق جميل بن إبراهيم الحجيلان، ضمن برنامجها في تكريم الرموز الوطنية، وذلك في مسرح جامعة الأمير سلطان بمدينة الرياض.
في البداية قال مقدم الحفل المستشار الإعلامي المذيع الأستاذ عبدالعزيز بن فهد العيد: في هذا الحفل التكريمي لأول وزير إعلام في تاريخ الدولة السعودية الحديثة، خدم الدولة في عدة مناصب داخلية وخارجية وعمل بفكر واجتهاد، وكان من أوائل الدفعات السعودية التي درست لغات أجنبية.. بعد ذلك شاهد الحضور فيلماً وثائقياً عرض سيرة ومسيرة معالي الشيخ جميل الحجيلان.
ثم ألقى المشرف العام على قيصرية الكتاب أحمد الحمدان، كلمة قال فيها: عمل مع جميع ملوك الدولة السعودية الثالثة، وكان أول من ترجم للملك عبدالعزيز إلى اللغة الفرنسية التي كانت نقطة تحول لمسيرته المهنية في السلك الدبلوماسي، حيث أصبح من أبرز سفراء المملكة العربية السعودية لدى الدول ذات الأهمية المحورية.
تقلّد منصب السفير في كلٍّ من فرنسا والكويت. وفي تلك الفترات، لم يكن مجرد ممثلٍ رسمي، بل كان صوتاً يعبر عن طموحات المملكة العربية السعودية وقيمها، وكان دبلوماسياً ماهراً نجح في توثيق العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي مع تلك الدول.
ففي فرنسا، كان سفيراً للمملكة العربية السعودية في مرحلة شهدت تطورات كبرى على الساحة الدولية، واستطاع أن يبني علاقات قوية مع صناع القرار في فرنسا، مساهماً في تقديم صورة مشرفة عن المملكة العربية السعودية على المستوى الدولي.
وفي الكويت، عمل على توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين، مستنداً إلى روابط التاريخ والمصير المشترك، وأثبت خلال تلك الفترة حسّه العالي بالمسؤولية والوعي بأهمية العلاقات الإقليمية.
وقال الحمدان: تولى معالي الأستاذ جميل الحجيلان حقيبتي وزارة الإعلام ووزارة الصحة، حمل على عاتقه مسؤولية التغيير والتطوير، ففي وزارة الإعلام: كان لمعاليه دورٌ ريادي في تطوير منظومة الإعلام السعودي، حيث عمل على تحديث الوسائل الإعلامية، وتعزيز الرسالة الإعلامية للمملكة العربية السعودية، وجعلها تصل إلى العالم بوضوح ومصداقية.. أسس سياسات إعلامية متطورة تُبرز الإنجازات الوطنية وتواكب التطورات العالمية في المجال الإعلامي. حيث أصبح الإعلام السعودي أكثر تأثيراً واحترافية.
وفي وزارة الصحة، حين تولى حقيبة وزارة الصحة، ركز معاليه على تحسين جودة الخدمات الصحية، وتطوير البنية التحتية للقطاع الصحي. كان يؤمن بأن صحة المواطن هي الركيزة الأساسية للتنمية، وعمل على إدخال أنظمة صحية متقدمة، وضمان توفير الرعاية الصحية في جميع مناطق المملكة العربية السعودية.
ففي عام 1996 تقلد معالي الأستاذ جميل إبراهيم الحجيلان منصب أمينٍ عامٍ لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
لقد استطاع بحنكته وحكمته أن يعزز من التعاون بين الدول الأعداء، ويقود جهود التنسيق في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، في وقت كانت المنطقة تواجه تحديات كبرى. لقد كان رؤيوياً في طرحه، إداريًّا في تنظيمه، وقائداً يؤمن بالعمل الجماعي لتحقيق طموحات الشعوب الخليجية.
إن مسيرة معالي الأستاذ جميل إبراهيم الحجيلان الممتدة على مدى عقودٍ من العطاء أثبتت أنه رجل دولة حقيقي، جمع بين الرؤية المستقبلية والتمسك بالقيم. كان يؤمن بأن القيادة ليست فقط في المناصب، بل في القدرة على التأثير الإيجابي، وإحداث تغيير مستدام ينعكس على حياة الناس.
في هذه المناسبة العزيزة، لا يفوتنا أن نتوجه بخالص الشكر والثناء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على قيادته الحكيمة ورؤيته السديدة التي عززت مكانة المملكة على كافة الأصعدة.
كما نتوجه بوافر الشكر والتقدير والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظه الله - الذي قاد رؤية المملكة 2030 بخطوات جريئة وطموحة جعلت من المملكة نموذجاً يُحتذى به في التنمية والإصلاح والابتكار.
ونتقدم بالشكر الجزيل لجامعة الأمير سلطان على استضافتها هذه المناسبة الكريمة، وإتاحتها لهذا المكان المميز ليكون شاهداً على تكريم معالي الأستاذ جميل إبراهيم الحجيلان.
اليوم، ونحن نحتفي بهذه الشخصية الفذة، نعبر عن اعتزازنا بما قدمه من خدمات جليلة لوطنه ومليكه وولي عهده وأمته، وبإرثه الذي سيبقى منارة للأجيال القادمة.
نيابةً عن الجميع، أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمعالي الأستاذ جميل إبراهيم الحجيلان، على كل ما قدمه من جهود، وعلى تفانيه الذي جعل منه رمزاً وطنياً ودبلوماسياً وإنسانياً نفخر به. أسأل الله أن يمدّه بالصحة والعافية، وأن يبارك في عمره وعطائه.
بعد ذلك ألقى المحتفى به معالي الشيخ جميل بن إبراهيم الحجيلان كلمة قال فيها: هذا الوطن كلنا نفديه ونغليه، إن هذا التتويج لكل المواطنين الذين كرمهم أولو الأمر لثقتهم ومساهمتهم في خدمة الوطن بكل وفاء لأجل بناء هذا الوطن الغالي، وقال إن هذا التكريم لكل هؤلاء الذين خدموا الوطن بصمت، وقدموا له بدون منة وبصمت.. أنا ممنون وسعيد لقيصرية الكتاب توجهها لهذه الخطوة الطيبة، فهناك الكثير ممن قضوا دون أن يتم تكريمهم، إن هذه الظاهرة لم تكن موجودة ولكن سعدت بأن أول من كُرِّم من قبل قيصرية الكتاب كان معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، هذا الرجل مهما قيل عنه لم يصل إنسان في قوله ما يريد، وأنا سعيد بهذا اللقاء، وكنت أتمنى أن يكون عطائي أفضل من ذلك ولكن الظروف لشخص يقترب من المائة عام وأنا في خير لوجودي مع إخواني.
ووجه معالي الشيخ جميل الحجيلان رسالة للشعب السعودي قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى قيض لهذه البلاد ولاة أمر يحملون في أعناقهم المسؤولية وهذا البلد الذي استطاع أن ينمو بتؤدة في بعد عن الأضواء، هذا البلد الذي يشار إليه في وقت تداعت من حولنا أمم نتمنى لها كل خير.
من جانبه قال الدكتور فهد العرابي الحارثي، كنت تلميذاً وأعمل في إحدى الصحف الورقية، وفي مناسبة رسمية وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام جميل الحجيلان وأخرجت آلة التسجيل، وقلت هذه فرصة لأخرج بتصريح من وزير للصحيفة التي كنت أعمل بها، فقلت له ما هي انطباعاتك يا معالي الوزير، فقال أطفئ المسجل، وقال أين تعمل قلت أعمل في صحيفة الندوة متعاوناً، قال الحجيلان: هذا السؤال لا عاد تسأله، ومن ذلك تدرجت في سلم العمل الصحفي والإعلامي ولم أسأل أحداً عن انطباعاته.
وقال الدكتور الحارثي إن الإعلام لم يكن بالنسبة للحجيلان مجرد «وظيفة» فحسب؛ بل هو شغف حقيقي يرافقه دائمًا حتى وهو يتنقل في مناصبه الأخرى المتعددة، مشيرًا إلى تجربتين مهمتين في علاقة الحجيلان بالإعلام: الأولى: تجربة السفارة في الكويت، ومن ثم تجربة الوزارة في السعودية، وذلك نظرًا لأهمية هذه المرحلة بالنسبة لمستقبل الإعلام في البلاد، والثانية: تجربة السفارة في باريس، لأنها من أنجح التجارب الدبلوماسية والإعلامية.
من جانبه قال الدكتور زياد الدريس: تعرفت على معالي الشيخ جميل الحجيلان في بيتنا مع والدي كان رئيس تحرير صحيفة الدعوة، وكان حينها جميل الحجيلان وزيراً للإعلام وعرفته لاحقاً سفيراً ذائع الصيت في فرنسا ثم أميناً عاماً مميزاً في مجلس التعاون الخليجي، وكنت صغيراً أتوق إلى لقائه لأصافح هذه الشخصية الكاريزمية، فصافحت هذه الشخصية وعانقته وجلست معه وتحدث معي وتحدثت إليه وزرته في منزله وصرت صديقه ويناديني بأبي غسان وصارت بيننا علاقة حميمة.
وأضاف الدكتور زياد الدريس أن سيرة معالي الشيخ جميل الحجيلان سيرة دولة عاصرها هذا الإنسان منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وحتى ما وصلت إليه الآن على يد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ، فماذا نتوقع من رجل عايش وتعامل مع سبعة ملوك غير أن يكون زاخر التجربة، ثريّ الذكريات والمواقف.
وفي ختام الأمسية قام المشرف العام على قيصرية الكتاب أحمد الحمدان بتكريم معالي الشيخ جميل الحجيلان وسلمه درعاً تذكارياً، كما سلم الدكتور فهد الحارثي درعاً تذكارياً وسلم الدكتور زياد الدريس درعاً تذكارياً ثم التقطت الصور التذكارية.