سهم بن ضاوي الدعجاني
«نحو وطن رقمي طموح»، شعار يتناغم مع الطموح السعودي على المستويات كافة، مازالت «هيئة الحكومة الرقمية» تمارس تكريسه بشكل مبتكر ومستدام من خلال النسخة الثالثة من «ملتقى الحكومة الرقمية» الذي عقد قبل فترة، تحت شعار «مستقبلنا الآن»، الذي تزامن مع انعقاد منتدى حوكمة الإنترنت.
هذا المنتدى النوعي يعيد رسم مستقبلنا الرقمي وتقييم واقع الرقمنة الحكومية من خلال الاحتفاء بالإنجازات والقفزات النوعية التي حققتها الجهات الحكومية في خدمة المواطن، مما جعل الوزارات الخدمية تتنافس عبر «منجز رقمي» يتنوع بتوع الخدمات: خدمة إكرام الموتى، نقل اللوحات بين المركبات، أتمتة البطاقة الجمركية، خدمة صرف معاش الورثة، العنوان الوطني المختصر، ولاشك أن مثل هذه الخدمات الرقمية ستتحول إلى ثقافة عمل داخل أروقة الوزارات والهيئات الحكومية؛ مما يبشر بميلاد جيل جديد من الموظفين والموظفات، هم في الحقيقة «قادة رقميون» ومعهم ومن بينهم موظفون واعدون في ذات السياق الرقمي.
الملتقى منذ سنة نسخته في 2022 وهو يكرس ثقافة التنافس بين الوزارات والهيئات الحكومية في تبني أفضل استخدام للتقنيات الناشئة وأفضل مبادرة في الشمولية الرقمية وأفضل مبادرة في المشاركة الإلكترونية، ليخلق بذلك فضاء رقمياً تنافسياً لخدمة المواطن ونشر الثقافة الرقمية.
ولمزيد من ضبط هذا المجال أكد الملتقى على أهمية ضمان الكفاءة الرقمية، من خلال ثلاثة محاور: الاقتصاد والكفاءة والفاعلية المرتبطة بتحقيق المستهدفات والقيمة المضافة سواء على المنصة الرقمية أو النظام الذي يضمن للجهة الحكومية فرصاً مستقبلية لتحسين جودة الخدمة المقدمة للمستفيد عبر المنافذ المختلفة؛ للتقليل من الهدر المالي، ومازال «مؤشر قياس التحول الرقمي» محوراً للمنافسة الرقمية بين الوزارات والهيئات الحكومية فهناك (20) جهة حكومية في مجالات: التعليم والتدريب والخدمات الصحية والأمانات والمالية والصناديق والأمنية والعسكرية والاقتصادية، وصلت لمرحلة الإبداع في المؤشر، و(76) جهة حكومية وصلت لمرحلة التكامل في قياس التحول الرقمي 2024، رغم التحديات التي تتمثل في قلة التمويل الرقمي والحماية الرقمية والابتكار الرقمي.
السؤال الحلم
«ما دور الابتكار الرقمي في تحسين التجربة؟»، سؤال مفصلي تناوله عدد من الوزراء المعنين في الملتقى، والحل في نظري أن يتحول الملتقى والجائزة إلى «ثقافة» داخل أروقة الوزارات والهيئات الحكومية، مما يبشر بميلاد جيل جديد من الموظفين والموظفات يتفوقون رقمياً على نظرائهم في القطاع الخاص، في التفكير الرقمي والسلوك الرقمي والطموح الرقمي خدمة للعملاء، بدلاً من وصف «المراجعين» للجهات الحكومية الذي يذكرنا بحقبة غابرة شعارها «راجعنا بكرة»، هنا نقول: كما قال محافظ هيئة الحكومة الرقمية: «مستقبلنا الآن: التطوير المستدام ورفع المستهدفات»، بل ونقل التجربة السعودية الرائدة إلى العالم، ولنُساهم في بناء الأجندة الدولية لسد الفجوة الرقمية على مستوى العالم.
وأخيراً تبقى كلمة الفصل للهوية الرقمية ودورها المفصلي في زيادة الثقة في العمليات الالكترونية في واقع الشرائح المستهدفة، كما يبقى «ملتقى الحكومة الرقمية» بصمة سعودية، وحدثاً استثنائياً يحمل سنوياً المزيد من الرؤى المُلهمة والإنجازات المُبهرة والابتكارات الوطنية الواعدة على مستوى الوطن.