مها محمد الشريف
عصر تعديني جديد تدخله المملكة العربية السعودية في كافة أنشطته، وتنوع المعادن المراد التركيز عليها حيث تخطط لإنتاج الكعكة الصفراء وتخصيب اليورانيوم بحسب ما صرح به الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، وذلك بهدف تعزيز القيمة المضافة لتأثير القطاع التعديني الذي تقدر حجم ثروته بحوالي 9،3 تريليون ريال ويأتي الاهتمام باليورانيوم نظراً لوفرته بجدوى اقتصادية وتجارية كبيرة.
وكذلك ضمن إطار تطوير برنامجها النووي وتنويع مصادرها في الطاقة من خلال تشغيل مفاعلات نووية سلمية مع تأكيدها على الالتزام بكافة المعايير الدولية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعد الكعكة الصفراء أحد منتجات الخطوة الثانية لإنتاج اليورانيوم في شكله النهائي، و»الكعكة الصفراء» هي الشكل الخام المركّز لليورانيوم، ولتُعرف بهذا الاسم بسبب لونها الأصفر المميز.
تُنتج من خلال إزالة الشوائب من خام اليورانيوم، مما يحوّله إلى مسحوق مركّز. وعلى الرغم من أن الكعكة الصفراء لا تشكل خطرًا إشعاعيًا كبيرًا، إلا أنها تستلزم التعامل معها بحذر لضمان السلامة. إن ما تسعى له المملكة من خلال رؤية 2030 هو تنويع مصادر الدخل والإنتاج وتشغيل كافة الإمكانات، ومن أهمها الثروة التعدينية.
وفي هذه الأيام يعقد مؤتمر التعدين الدولي الذي أصبح صانعاً لقطاع التعدين عالمياً حيث تشارك حوالي 89 دولة فيه من منتجين ومستهلكين، وتسعى المملكة لأن تكون مركزا دوليا للمعادن، وأن تنتقل لمرحلة جديدة من تصنيع المعادن التي تولد فرص استثمار كبيرة وفرص عمل نوعية بمئات الآلاف، فالصناعة التعدينية مهمة جداً لتطوير الاقتصادات والمجتمعات من كافة النواحي.
فالسعودية تضع نفسها على خارطة الدول الرئيسية في سلاسل الإمداد والمعادن، وهي أهم عناصر نمو الاقتصاد العالمي، ومع الحاجة الكبيرة للطاقة مستقبلا فإن المملكة تملك إمكانية لأن تكون منتجا ومصدرا لكل أنواع الطاقة وممكناتها، ومنها الكعكة الصفراء، ففي الكلمة التي أوضح فيها وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان: «إن السعودية ستخصب وتبيع وتنتج الكعكة الصفراء من اليورانيوم، وذلك خلال مشاركته في منتدى ومعرض «اكتفاء 2025» في الدمام، وأضاف أن المملكة ستستثمر في المعادن بما فيها اليورانيوم، وأن شرايين الغاز السعودي ستنتشر شرقاً وغرباً من خلال تطوير بنية تحتية شاملة.
وتطوير رؤية شاملة لقطاع الغاز وتوفير الغاز والهيدروجين للمشاريع الصناعية، لتوطين التقنيات الحديثة، ونحتاج الكثير لتوطين الصناعات، وقطاع البتروكيماويات أهم محتوى لدينا في المستقبل». علما أن «لدينا مخزونا كبيرا من اليورانيوم في السعودية، ونريد الاستفادة منه على الصعيد الاقتصادي، لا نريد لأحد أن يأخذ تربتنا وينقلها ويدرك قيمتها والصناعة التي توفرها والصناعات المرتبطة بها والتأثيرات التي تحملها، ويستفيد منها خارج السعودية نريد الوظائف في السعودية ونريد الصناعات في السعودية»، وكان ذلك خلال تصريحات سابقة لوزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير.
فقطاع التعدين يعد الركيزة الثالثة في الصناعة السعودية بعد النفط والبتروكيماويات، ويسير بخطوات متسارعة ومعدل نمو بحجم دوره كبير ومتسارع وستكون المملكة ركيزة أساسية في مستقبل صناعة التعدين وتجارته عالمياً.