عبدالعزيز صالح الصالح
لقد تجلى خالق هذا الكون العظيم، فهيأ للبشريَّة كافَّة معالم طبيعيَّة متعدِّدة، كما هيأ لكل مخلوق رزقه، وتجلى باسمه المُقْسِط فجعل الأرزاق مناسبة في غير زيادة ولا نقصان، وتجلى باسمه المدبّر فجعل الأرزاق مرتبة بعضها من بعض في تكامل بديع، كما تجلى باسمه القدوس وجعل من هذه الكائنات الحيَّة القدرة على توازن الطبيعة بالجمال والزَّينة، فالإنسان كسائر الكائنات الحيَّة لا يملك أيِّ وسيلة لإيقاف أو تغيير عجلة الزّمان - لقد خلق الله سبحانه وتعالى هذه الطبيعة الخلاَّبة، بقدرته وعظمته، لتكون للمرء متنفساً طبيعيّاً، ومتعة ليس بعدها متعة، وبهجة ليس بعدها بهجة، وسرورا ليس بعدها سرور وجمالاً رائعاً، وسحرا أخاذا، وروائع تشد الانتباه، ومناظر تسلب العقل والفؤاد - وعندما يطيل المرء بحاسَّة النظر إلى عجائب هذه الطبيعة، وإبداعاتها، وزخارفها، وألوانها واشكالها الَّتي تفوق كل ما يمكن أن يتخيله المرء، «فالماء والهواء» من أهم عناصر الطبيعة، فالروائع الجميلة، التي تجذب هواة الطبيعة من كافة أنحاء المعمورة، فالطبيعة من عجائب - هذا الكون، بما تمتاز به من بصمات ساحرة وجاذبة مرسومة في كل مكان يقع عليه البصر، من جبال، و أنهار، ومحيطات، وعيون و بحار، ومرتفعات، وهضاب، وأشجار وشجيرات، وتلال، وصخور، ورجال، وصحار واسعة، وشلاَّلات، ومساقط المياه التي تحتل الصّدارة في قائمة روائع الطبيعة فهي المزار المفضل لعدد من البشر، القادمين من كل حدب وصوب، ولعل أعظم شلال يدعى «غوان» يقع بجهورية فنزويلا الَّذي ترتفع مساقطه بحوالي «980» متراً، يليه شلاَّل «يوزيميت» بولاية كاليفورنيا وارتفاعه بحوالي «740» متراً، ويليه شلال «فيكتوريا» على حدود زامبيا ورود يسيا بإفريقيا، وهو يدفع مياهها من هضبة بركانية شائعة الارتفاع بحوالي «120» متراً. أما شلاَّلات «نياغرا» تقع على الحدود الفاصلة بين أمريكا وكندا وارتفاع مساقط المياه بحوالي «47» متراً. إلاَّ أنَّها تطلق كميات هائلة من المياه بمعدل «11» ألف متر مكعب - وفي فرنسا شلاَّلات من الجليد عند سفوح جبال البرانس، ومن عجائب الطبيعة كذلك «نافورات البخار المائي» السَّاخن المنتشرة في المناطق البركانية النشطة - وتوجد معظم هذه النوافير في نيوزيلندا – وأيسلندا، وأجمل ما في هذه النوافير فهي تقع في حدائق «بلو ستون» بأميركا، فهي تطلق بخاراً مائياً ساخناً بارتفاع يتراوح ما بين 45 - 70 متراً بتقيت منتظم ومحدد في غاية الدِّقَّة، ومن الروائح الطبيعيَّة أيضاً التي تسحر البصر قلاع «غراند کانيون»، بولاية كولورادو تلك الصخور البركانية الهائلة، من خلال عوامل التعرية اصبحت هذه الصخور على شكل كهوف ومغارات وقلاع وقصور تبدو من الجو كأنها أطلال مدينة ضخمة ضربتها أيدي العمالقة القدماء..
وكذلك الأصقاع الرملية أيضاً لا تخلو من روائع متموِّجة لأمواج البحار، وفي غاية من الروعة والجمال.. وكثبان الرِّمال البيضاء في جمهورية المكسيك أكبر شاهد على ذلك. ومن العجائب أيضاً ذلك تلك البحيرات التي كونتها الأمطار والسيول على مرِّ الزمن على فوهات البراكين القديمة - في ولاية «اويغون» بأمريكا بحيرة بركانية شاسعة تشمل «55» كيلومتراً مربعاً بعمق قدره ستمائة متر.
إلى جانب الشعب المرجانية التي تخطف الأبصار بألوانها الزاهية البيضاء والحمراء والصفراء والزرقاء، إنَّها تتجمع بحشود ضخمة على شواطئ المحيطات والبحار. فهذه كنوز الطبيعة الرائعة الَّتي خلقها الله سبحانه وتعالى متعة وبهجة للإنسان، فقد تعرضت خلال آلاف السِّنين لعوامل التخريب والإبادة على يد الإنسان نفسه لم يتوقف منذ الخليقة - في إزالة الأحراش والأشجار والنباتات والأزهار المتعدِّدة الألوان والأشكال من تلك الطبيعة فالواجب على كل إنسان أن يحافظ على تلك الثروات النادرة التي تحتضنها بلاده من الزوال...
والله الموفِّقُ والمعين.