خلود الشهراني
الوداع... كلمة تحمل بين طياتها مشاعر مختلطة من الفقد والحنين، مع اقتراب لحظة الوداع، تزدحم المشاعر في الصدور، وتتدفق الكلمات كأنها محاولة أخيرة لتوثيق الذكريات، تاركة خلفها أثرًا لا يُنسى من الحنين والأمل.
الوداع ليس مجرد نهاية لحكاية، بل هو بداية لفصل جديد من الذكريات التي ستبقى حيَّة في قلوبنا، إنه وقت نسترجع فيه اللحظات التي جمعتنا، والضحكات التي أضفت على حياتنا رونقًا، واللحظات الصعبة التي زادتنا قوةً وترابطًا.
في الوداع، يلتقي الحزن بالامتنان: الحزن على لحظة الانفصال، والامتنان لتلك اللحظات التي جعلت الحياة أكثر دفئًا وجمالاً. إنه تذكير بأن الوقت الذي نملكه مع من نحب ثمين ولا يُقدَّر بثمن، وأن كل لحظة نقضيها معهم تستحق أن تُعاش بكامل الحب والصدق.
لكن الوداع يحمل درسًا عميقًا؛ فهو يعلِّمنا أن العلاقات التي تنبض بالمشاعر الصادقة لا تموت، وأن الغائبين جسدًا يبقون حاضرِين في قلوبنا وأرواحنا. تلك اللحظات التي تجمع بين الأحزان والآمال هي دليل على أن ما عشناه مع أحبائنا لن يُنسى أبدًا.
لذلك، ودِّع بابتسامة تحمل وعدًا بالبقاء، وعِش الذكريات بامتنان، لأن الحب الحقيقي لا يعرف النهاية أبدًا، ولأن الوداع ليس إلا بوابة نحو حب أعمق وتقدير أكبر لمن نحب.