علي حسين (السعلي)
الآن أصبحت جاهزا للكتابة «اسمعوني بس صبركم عليّ تكفون» أولا:
فيه نظرية سعليّة مفادها « أنت جاهز للكتابة ؛ اطلق الخيال صورا مبدعة»
ثانيا:
قبل الكتابة استجمع الفكرة التي تخمّرت في رأسك حلو طيب اطلق الخيال في سماء فكرك بمعنى» ايش اكتب في منشوري الجديد، كيف أفصّل ثوبي الكتابي على مقاس سطور « نعم أيها السيدات والسادة المسألة كأنك تفصّل ثوبا عند خياط لابد من أخذ مقاساتك أليس كذلك ؟ لأوضح هذه المسألة دعونا نقرر كتابة منشور الآن على منصتنا:
الفكرة نريد أن نكتب عن التنمّر! فماذا أضع عنوانا له، من أين ابدأ، وفيم أعرض، وكيف أختم منشوري، وكيف أعرض مواهبي الكتابية صورا وخيالات محلقة في سماء الإبداع؟ حسنا أنا سأبدا وأنتم اكملوه لاحقا:
( التنمر حرفا وسطرا: التنمر حالة قلقة تصيب من يلتقط قلما ليكتب منشورا ساخرا ، ثم يختار أبشع الكلمات سخونة كأنها تحرق أصابع يديك من خبز كلما ضغطت عليه خرجت منه حرارة تتركه في الحال من شدك فيحه، لا أعلم ذاك المتنمر كتابة حين يضغط على شاشة حروفه في هاتفه وهو يكتب متنمرا ساخرا من الآخرين …)
وأنا أضع هذا السؤال التالي هل الكتابة صناعة؟ كعنوان لم تكن الإجابة حاضرة في ذهني سوى لملمات قليلة لكن الأهم في كل من يلتهم العنوان الذي فوق قراءة ينظر للسؤال على أنه تجارة (بيع وشراء) بالضبط هذا ما أَرْمي إليه!
لأن الثقافة بضاعة وليست كأي بضاعة فهي الأغلى سِعْراً، فمن الطبيعي أن يسعى المثقف أن يسوّق لهذه البضاعة وهنا يتجذّر من السؤال بداياته منها على سبيل المثال:
هذه البضاعة كم ثمنها جملة وقطّاع؟
ومتى اختار المكان والزمان المناسبين لعرضها على الشرّائين؟ ومَنْ هم الفئة المستهدفة؟ وما هي الجدوى الشرّائية في النهاية؟ وكم متوسط الأرباح ؟
وكأني الآن أستبطن ما تقول أيها القارئ الكريم:
ما هذا يا هذا جعلت الثقافة تجارة؟!
وأيُّ تجارةٍ! إنها سِلْعة غالية هدفها رضا الله ثم الملك والوطن، إن المثقفين هم في الصف الأول للدفاع عن الوطن، كما للجندي الشجاع على الحدود سلاح يصيب هدفه بالرصاص، والطبيب في عيادته علمه وسماعته وأدواته، والتاجر حكمته وأسلوبه الجميل مع العملاء... كذلك المثقف سلاحه كتابه وطلقته حرفه، فتحية لجنودنا البواسل على الحدّ الجنوبي.
طيب هل يحتاج المثقف أن يُسوّق حَرْفَه؟
نعم وبكل جودة وإتقان، فالكتب تحتاج تسويقاً والكتابة كذلك في نفس المَسَار، والتاجر أقصد المثقف الناجح مَنْ يعرف كيف يسوّق نفسه وحرفه وكتبه..
الآن في هذا العصر التقني الرقمي وهذه الوسائل الاجتماعية الإلكترونية، والتي أتاحت الفرصة للانتشار أكثر فأكثر وظهر مسمّى (المشاهير…) هنا كان لابد من المثقف أن ينتفض ويملك الشجاعة ويطلق عِنان طلقته بحرفه نحو هدفه ألا وهم القرّاء الأعزّاء أو بلغة العصر الآن «المتابعون»!
ولكي نكون أكثر صدقاً مع أنفسنا والآخرين الحرف في ملعب التواصل فانتبه أيها المثقف أن تُسدد خارج مرمى الكتابة تسللا!
ومن باب الشفافية هناك كتّاب ومثقفون وإعلاميون للأسف لا يحسنون تسويق منتجه الكتابي، يعيش في برجه العاجي، وانعزالٍ باختياره وتركوا الساحة لهؤلاء النجوم الفارغين محتوى معنى ومبنى هدفهم ضحاياهم من المتابعين، أو بمعنى أدقّ أصبح بعض المثقفين يتبادلون العِراك الحرفي كتابياً أمام نظر الجميع في أمور تافهة للأسف!
سطر وفاصلة
قُمْ وحرك حرفك أيها الكاتب حتى أراك..
انهض واملأ دنيا التواصل الرقمي بجميل اللغة وانسياب الحرف، ولمعان الفواصل، وألماس الجُمَل
واجعل الوطن نبراسك، براية التوحيد خفّاقة على كل الأمم.
إن الحرف يحبّ من يخلص له فالتقطه أيها الكاتب والمتابع والقارئ واشرب عُصارة مائه ولذّة عِنّابه واعرضه للمتلقين ممتلئة بأقداح الخيال والإبداع.