شروق سعد العبدان
في وقت ما كان الأمر مجرد أفكار كثيرة..
لا تمت للواقع بصلة..
حتى من باب المحاولة لم أكن أعطي الأمر أهميتهُ القصوى..
لكن الحياة بدأت بالتوحش.
كان لابد من وضع حد لكل شيء..
كنتُ أحتاج لنقاط كثيرة حتى أزرعها في ظهر كل كلمة وكل موقف وكل مجال..
شعرتُ بأنه حان وقت تقليم مخالب القسوة الطويلة .
وكسر ناب الشراسة والضغينة.
يجب أن يكون هناك شيء أشبه بالتحرر من مكابل الضرر .. ومكابد الصبر.
شيء لابد له أن يحدث.. حتى يتوقف زبانية البشر عن تسلطهم.. ويكون هناك حياة حقيقية. أنا أضع لها خرائطها وأرسم حدودها..
بطريقتي التي أحب والشكل الذي أرغب.
ويكون لي مع اليوم التالي شمس صادقة ودافئة ومشعة..
فمن المهم أن نعيّ بأن الصبر ليس حلاً دائماً.
وأن التغاضي أيضاً ليس شرطاً للتجاوز .
لابد من التوقف واتخاذ شيء فاصل..
لن نرى الشمس مادمنا نرضى بليل طويل بارد حتى مع أحقيتنا لذلك.
أبشع ما يمر به البشر شعورهم بالندم..
أن تندم على حياتك وعلى ما بذلت وما تجاوزت وماكان لك حق برفضه ثم قبلته.
الندم على وقتك وطاقتك وعافيتك..
كيف لي ؟ ولماذا أنا ؟ وكيف رضيت ؟ ولِمَ لَمْ أقل؟
استفهامات تقتلك وأنت تتنفس..
زبانية البشر لم يكونوا هكذا إلا لأننا سمحنا لهم.
وإلا من سيجرأ على حياة خصك الله بها وكفلها لك بأن يخوض بها شخص لا تخصه..
عندما تنوي أن تعلن هزيمتك في لحظة ضعف.
قف على ناصية المواقف وتريث.
من الذي سيكمل إن هُزمت ؟!
من سيتولى كل شيء تركته في المنتصف غيري؟
هكذا تكون الأسئلة رادعاً للتراجع عن الهزيمة.
ثم قم وأعطِ داخلك حبهُ من الدنيا.
شخصاً يرعاه ويخشاه ويكون له مجاديف نجاة.
يوجّه دفته ويعتلي به الموج ويحقق مناه.
شخصاً تمشي في أرضه حافي القدمين فلا شوك ولا حجارة.
فكلما أعطيت نفسك الاستحقاق بالأفضل حصلت عليه.
وبهذا أنا حصلت عليك..!