محمد العويفير
مع كل فترة انتقالات تجد الأندية كلها في سباق مع الزمن وتنافس مع أندية للظفر باللاعبين وتعزيز الفريق وسد احتياجاته عدا نادٍ واحد تعودنا أن نراه مكتوف الأيدي يقف متفرجاً، وهو يشاهد تلك الانتقالات على الرغم من حاجته الماسة لهذه الفترة، من المحزن أن يصل الأهلي إلى هذا الوضع؛ حيث نرى فريقاً يتعثر دون أن نجد أي تحرك من الإدارة لتصحيح المسار، أو على الأقل محاولة تدعيم صفوف الفريق بما يستحقه اسم الأهلي وتاريخه العريق، فترة الانتقالات الصيفية مرت كنسمة خفيفة لم تترك أي أثر، وكأن الإدارة اختارت بوعي أن تغض الطرف عن حاجة الفريق الملحة للصفقات المحلية والأجنبية.
ثم جاءت فترة الانتقالات الشتوية، وبدلاً من أن تكون فرصة ذهبية لتدارك الأخطاء وإعادة هيكلة الفريق، كانت أشبه بإعلان رسمي عن استمرار حالة اللامبالاة التي تتسم بها الإدارة الإنجليزية داخل النادي، وكأننا نشاهد مسرحية عبثية يُعاد تمثيلها كل موسم، حيث يقتصر دور الإدارة على الوعود والخطب الرنانة التي لا تجد صداها في أرض الواقع.
لا يمكن أن يُعقل أن نادياً بحجم الأهلي يفتقر إلى الإمكانيات المالية أو الموارد اللازمة لجلب لاعبين قادرين على صنع الفارق، وكأنك ترى أن هناك من هم داخل النادي لا يريدون ذلك، وكل المؤشرات تشير إلى أن المدرب الألماني يايسله والذي أظهر قدرات تدريبية كبيرة قد أصبح هدفاً لهذه الإدارة الإنجليزية التي من الواضح أن خلافها كبير مع الألماني، وما أظنه هو أن الموسم القادم سيكون الأهلي تحت قيادة مدرب انجليزي لتكتمل المنظومة داخل النادي، وسنرى كيف ستكون قائمة الأهلي حينها.
مسكين هذا المدرب والذي مازال يكافح وينافح ضد هذه الأندية وأمام فرق متكاملة بفريق مليء بالنواقص والعيوب، ومع ذلك يقدم المستويات الجيدة ويقف نداً لند ضد الأندية المتنافسة، وبعد نهاية كل مباراة يخرج لنا بتلميحات عن حاجة الفريق للاعبين حتى طفح الكيل به وبات يعلنها صراحة أن الإدارة خذلته وأن الفريق بحاجة إلى صفقات نوعية ليكون بالمنافسة، وإدارة الأهلي قبل غيرها تعلم بحاجة الفريق الماسة للتعاقدات، ولكن هذا التقاعس منها أمر لا يمكن قبوله ولا يمكن أن يمر دون توضيح للشارع الرياضي والجمهور الأهلاوي.
الجماهير لن تقف صامتة إن استمرت هذه الحروب داخل النادي، وإن استمرت الإدارة في تجاهل احتياجات الفريق فإن العواقب ستكون وخيمة، ولن ينجو أحد من سهام النقد والمحاسبة. الأهلي ليس ملكاً للإدارة أو لأي شخص ، الأهلي ملك لجماهيره الذين حملوه طوال السنين الماضي وحان الوقت لأن يحملهم للأفراح وطريق المنصات.
رسالتي
رسالة لذلك المسؤول الذي ارتضى أن تُحرم بعض الأندية من حقها في اللعب على أرضها وبين جماهيرها، هل نجحت هذه الخطوة ونحن نشاهد في هذه المباريات الحضور لا يتجاوز الـ5 آلاف متفرج في معظم هذه المباريات، هل الأهم راحة هؤلاء الأجانب على حساب تساوي الفرص بين جميع الأندية باللعب على ملعبها؟! للأسف لا تراجع ولا حتى تجاوب.
** **
- محلل فني