سلمان بن محمد العُمري
العمل التطوعي: هو كل جهد أو عمل يقدمه شخص ذو صفة طبيعية أو اعتبارية، بطوعه واختياره؛ رغبة في خدمة المجتمع وتنميته، وهو سمة المجتمعات الحيوية، لدوره في تفعيل طاقات المجتمع، وإثراء الوطن بمنجزات أبنائه وسواعدهم.
وبرامج التطوع في القطاع الصحي أحد المجالات الخيرية والاجتماعية النبيلة التي يقوم بها المتطوعون في مختلف المجالات الإنسانية والصحية سواء في العلاج والعمليات الجراحية أو التطوع المادي والمساهمة في برنامج كفالة المرضى وتحمل تكاليف العلاج والعمليات وصرف الأدوية أو تأمين الأجهزة الطبية، أو المساهمة في البرامج الاجتماعية كمشاركة المرضى في الأعياد والمناسبات، وغير ذلك من الأعمال الخيرية والإنسانية والخدمات الصحية المباشرة أو مالها صلة بهذا المجال، والعمل التطوعي فرع من فروع العمل الخيري أو الإنساني وهو كل عمل ليس ربحياً، أي لا يعتمد على تحقيقِ أي مردودٍ مادي أو أرباح، إنما يعتمد على تقديم خدمات إنسانية للأفراد والمجتمعات المُحتاجين للمساعدة وتخفيف معاناتهم.
والعمل التطوعي والإنساني سمة من سمات ديننا الحنيف الذي يحثنا على بذل المعروف وتفريج الكرب وقضاء حوائج الناس، وقد أصبح العمل الإنساني والخيري والإغاثي في هذا العصر أحد معايير التقدم والمواطنة السليمة والتحضر، وهو من مقتضيات المجتمع المتماسك، ومظهر من مظاهر العصر الحديث.
وقد أطلقت المملكة العربية السعودية مؤخراً وضمن مبادراتها المتعددة برنامج «أمل الطبي التطوعي» لمن أراد مساعدة إخوانهم في سوريا، وخلال 48 ساعة فقط بلغ عدد المسجلين من السعوديين والسعوديات 3.300 متطوعاً في المجال الطبي فقط.
جميعهم من أبناء الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية في هذا البرنامج وشملت جميع التخصصات الطبية: جراحة الأطفال - جراحة التجميل - جراحة النساء والولادة - جراحة عامة - طب طوارئ - الدعم النفسي - جراحة عظام - طب باطني - جراحات القلب المفتوح والقسطرة - أمراض الكلى - طب عام - صدرية - طب الأطفال - تخدير- تمريض - طب أسرة - علاج طبيعي - النطق والتخاطب - أطراف صناعية - زراعة القوقعة - التخصصات الطبية الأخرى، ولا غرابة في ذلك فهنا تتجسد القيم السعودية الأصيلة، عطاء وإنسانية بلا حدود، وبلادنا أرض العطاء والكرم حكومةً وشعباً ودوماً لها الدور الريادي الكبير في المبادرات الإنسانية والتنموية التي تعكس قيمها السامية، وفي السنوات الأخيرة أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة، رائد العمل الإنساني والخيري والتنموي محلياً وعالمياً، وقد امتدت أياديه البيضاء لتصل إلى العالم أجمع، فلم يترك دولة إلا ووصلها خير وعطاء المملكة العربية السعودية.
فالوطن شجرة وارفة وارقة، ثمرتها الأمن والطمأنينة والسكينة والاستقرار، ولنفخر ببلادنا وطن الإسلام والسلام.
جزى الله قيادتنا الرشيدة وشعبها الوفي كل خير، وزادها رفعة وازدهاراً، وأن يديم على بلادنا الغالية الأمن والإيمان والرخاء وأن يعم نفعها جميع الأوطان.