د.عبدالعزيز بن سعود العمر
عزيزي القاري: هل أنت مثلي لاحظت في وسطك الاجتماعي المحيط تزايد أعداد الطلاب الذين يتغيبون عن مدارسهم كل يوم خميس دون أي مبرر؟ لن يكلفك اكتشاف ظاهرة غياب الطلاب يوم الخميس أكثر من المرور بجانب أي مدرسة وقت خروج الطلاب في ذلك اليوم، ربما تلاحظ قلة عدد سيارات الأسر التي تقف أمام بوابة المدرسة انتظارا لخروج ابنائها، يبدو أن الوزارة نفسها لاحظت ذلك وأقلقها الأمر إلى حد أنها طرحت فكرة إخضاع ولي أمر الطالب للمساءلة والمحاسبة في حال تكرار غياب ابنه دون سبب مقبول.
في الغرب، عندما تتوقف الدراسة في أي يوم بسبب ظروف جوية قاسية مثلا، يبذلون جهدا لتعويض الطلاب عما فقدوه تعليميا في ذلك اليوم، أما في بعض مدارسنا «وش تعوض وش تخلي».
أجزم أن تكرار غياب الطلاب غير المبرر هو نتاج مباشر لعدم جديتهم، ولعدم حرصهم على الرقي بتحصيلهم وإنجازهم الدراسي وإلى ضعف في هممهم وتطلعاتهم. وهذا أمر لا يمكن معالجته بمعاقبة الطالب. أو بمساءلة ومحاسبة ولي أمره، وهو حل يتم طرحه مع الأسف بين كل حين وآخر.
غياب الطالب المتكرر دون مبرر هو بالدرجة الأولى نتاج تنشئة أسرية خاطئة. وهي تنشئة أفرزت لدى الطالب تراخيا وعدم جدية في التعلم. من الوهم أن نتصور أن التعليم يبدأ من سن السادسة، التعليم الأهم الذي يشكل قاعدة أي تعليم مستقبلي يبدأ قبل ذلك في البيت حيث يكتسب الطفل هناك عادات عقلية واجتماعية منتجة أو عكسها ما أشرت إليه أعلاه بخصوص الطلاب يبقى مجرد رؤية شخصية، ولكن يبقى أن تجس وزارة التعليم هذه الظاهرة (إن كانت فعلا ظاهرة )؟، وذلك من خلال أذرعها البحثية التقويمية، وهذا الأمر في غاية الأهمية، خصوصا وأن رؤية 2030 المباركة تعطي للتعليم قيمة مركزية عالية.