توطئة
أما لماذا تأخر الكتاب؛ ففي ثنايا تقديمي للكتاب بعضُ ما يفسرُ أو يبررُ هذا التأخر، وإن كانت صحيفة «الجزيرة» ممثلةً في المجلة الثقافية - وقت عملي بها - قد بادرت فأصدرت عددًا خاصًا عنه «من أربع وعشرين صفحة» بعد وفاته -رحمه الله- بسبعة عشر يومًا فقط، وثمة تفاصيل سترد حول هذا العدد وانعكاساته، وألمحتُ إلى ما واجهته بصفتي مدير التحرير الثقافي آنذاك عن تخصيص عدد ممتلئٍ عن رمزٍ لا يعرفه الأكثرون، وهو مأخذٌ منطقيٌ على الشفاهيين من أمثال البطحي ومن يعتني بهم، غير أني سأتجاوزها إلى خلاصةٍ أسوقها بعد تجربة عريضة كي لا يتكئَ من لديه ما يستحق البقاء من آثار على بنيه أو عارفيه أو محبيه ليتولوا توثيقها بعد رحيله، وغايةُ ما سيفعلونه مقالاتٌ رثائيةٌ نمطيةٌ عابرة لا روح فيها قد تدفن معه قبل أن تجفَّ تربتُه، وقد تُتداول على أنها إشارةُ وفاء، وذلك حسبه وحسب الجميع على الله.
الكتاب
جاء الكتاب في 360 صفحة، وأصدرته جمعية واحة الوفاء بعنيزة، وموَّله الخيّرون، وضمَّ «سرديةً» أُعدت للكتاب عن سبعين عامًا انتظمت فيها حياته وعطاءاته وشغلت 150 صفحة في سبعة فصول تلتها مقالات ودراسات وحوارات معه؛ أقلّها خُصّ به الكتاب، وأكثرُها نُشر بعد وفاته أو قبيلها بقليل، ومن كتبتها مع حفظ الألقاب والترتيب: عبدالكريم الجهيمان،سعد البواردي،عبدالله الغذامي، محمد القشعمي، حمد القاضي،عبدالله مناع، دونالد كول، عثمان الخويطر، عبدالله الربيعي، خالد البياري، سليمان الشريّف، عبدالرحمن البسام، عبدالعزيز الشبل، فيصل القصيمي، عبدالله المدني، إسماعيل السماعيل، عبدالرحمن السماعيل، فائز الحربي،عبدالعزيز القاضي، صالح المرزوقي، محمد السيف، عبدالرحمن المطوع، عبدالرحمن الشملان، عبدالله العييدي، عبدالرحمن المقبل، إبراهيم الصغيّر، عبدالله العبدالمحسن، علي الصيخان، إبراهيم الخويطر، يوسف الرميح، محمد الشرقي، عاشق الهذال، وآخرون..
وجاء الفهرس بهذا الإطار:
الفصل الأول: بيت المسهرية.. الإرث وولادة شغف
o الفصل الثاني: في مدرسة الأقدار..
o الفصل الثالث: البطحي وبيروت
o الفصل الرابع: البطحي إلى مصر.. بين قَصِيميَّيْن
o الفصل الخامس: آباء عبدالرحمن البطحي
o الفصل السادس: المربي البطحي وطلابه
- البطحي والتربية والتعليم
- البطحي أستاذًا للمؤرخين
- البطحي والفكر والثقافة
o الفصل السابع: «مطلة».. شواغل عبدالرحمن البطحي من واقع مجالسه
- عنيزة.. العشق.. القصة والمكان
- البطحي الزاهد
o قالوا عن البطحي
من الكتاب
ورد في الكتاب تعريفٌ لن يفي لمن لا يعرفه، ومنه أنه: «الشاعر الذي أنكر شاعريته، والفيلسوف الذي لم يعترف بأنه أقدم بقوة على فعل الفلسفة، والمؤرخ الذي لم يصف نفسه بالمؤرخ في حين كان مرجعًا لباحثي التأريخ، والنسابة البارع الذي لم تتوقف رحلاته في دروب الصحراء ومضارب القبائل، والمربي الذي خرّج للوطن أجيالاً سقاها بيديه من دون ضجيج زاهدًا في الأضواء التي علل ابتعاده عنها بقوله:
«لا أحب أن أفارق ظلي»، لكن الموت الذي غيبه حال بين الرجل وظله، بعد رحلة طويلة لم يفترقا على مدار فصولها.
* * *
يمكننا القول، أيضًا، إن رحلة عبدالرحمن البطحي، شهدت إبحارًا لم يخلُ من عقبات وأسرار في بحار الأقدار، ناور صاحبها وربانها مَوْجَها بحكمةٍ، فَلان بين يدي موج أقداره، بدلاً من أن يعاندها، مسكونًا بشعور أنها لا تحمل له إلا الخير، فلم يتمرد، ولم يعرف الرفض إلى قلبه سبيلاً، رضي بأقداره كلها، فرضيت عنه، وقرت عينه متنقلاً من مرفأ إلى مرفأ، حتى وصل إلى المرفأ الأخير.
ومع كل وصول، إثر كل رحلة شاقة، كان يطوي سجل أحداث رحلته في قلبه، ويفيض على جلسائه من جناها من العلوم والفنون والأخبار، ما جعل من مجالسه وجهة لطلاب العلوم والمعارف والآداب والفلسفات، وأيضًا للسمار الذين كانوا يجدون ضالتهم في أنس أحاديث حادي الأحاديث الماهر بديع الإنشاد في دروب أسمار لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد كل مساء، وأحيانًا، كل ظهيرة، وفي أحايين، كل صباح، في مجالس سيد المجالس الذي كان ما إن يتكلم، حتى يصغي الجميع، فتنشرح صدورهم بعذب حديثه، وتضيء عقولهم بوميض خطراته المعرفية، وإشراقاته الأدبية، وتلين قلوبهم بين يدي المحب الكبير الذي أعطى كل ما لديه، وغادر العالم فردًا، كما عاش به فردًا، فلم تعرف الشكوى إلى لسانه سبيلاً.
* * *
لقد حكى سيد الحكايات عبدالرحمن البطحي عن كل شيء، من أخبار الأمم إلى أخبار القبائل إلى أنسابها إلى رجالها، إلا آلام مرضه المبرحة، هذه ظلت شأنًا خاصًا به، لم يعرف به إلا المقربون، فكان يطوي عليها حشاه، ويغالبها، حتى يواصل إفاداته العلمية والمعرفية لعواده في فراش مرضه في غرفته بالمستشفى، بعدما اتخذ منها مجلسًا يستقبل فيه طلابه ومريديه، فلم يسمح بانقطاع المعرفة في مجالسه، حتى وهو على فراش المرض، فلم تتوقف مجالس علمه إلا بتوقف نبض قلبه الذي أحب بكل قوته، وأعطى كل ما لديه، طيب الله ثراه.
* * *
لم يكتب عبدالرحمن البطحي قصته بالمداد، لكنه ترك عليها من الشهود ما يكفي لملء مجلدات بها، فعلى مدار عقود قصد مجالسه مئات القاصدين من نخب المثقفين، كأنه آثر أن يترك قصته في الصدور لا في السطور، أن تبقى نابضة في القلوب، لا متجمدة في الأوراق.. آثر أن تبقى قصته عطرًا لرواد مجالسه بعد رحيله، يطيّبون بها أحاديثهم، كلما ذُكِرَ اسم عبدالرحمن البطحي فما أعطاه وبذله وعَبَّده أمام طلابه وقاصديه من معضلات الفكر والمعارف والأخبار، يصعب على الحصر والإحاطة، فلم يحمل هم نسيانه، وهو الذي أجزل الحب، وأجزل العطاء، وأجزل الإخلاص لكل من طرق بابه، باحثًا عن معلومة، أو خبر، أو طالبًا لرأي أو مشورة، أو مريدًا جاء يروي غلته من أحاديث سيد الأحاديث، وما أكثرهم، ربما لهذا لم يقلق عبدالرحمن البطحي على سيرته، ففوق أنها لم تكن همه، لم يكن يساوره شك في أن ما أعطاه لن يخلوَ منه مجلس علم يقصده أحد من طلابه وقاصديه ومريديه من بعده، ولن يخلو منه مؤلَّف لأحدهم.. كان يدرك بحكمة الفيلسوف أن العلم فريضة لا يضل رُواتها ولا يَنْسَون، فترك مظاهر الحياة إلى جوهرها، وتجاوز العوارض إلى الأسباب.
التقديم بقلمي
سأكتفي بما كتبتُه تقديمًا للكتاب وإجابة عن هدف تأليفه تحت عنوان: (هذا الكتاب لماذا؟)
(1)
وعيتُ في طفولتي المبكرة مرافقة والدي إلى بيتٍ في الضفة المقابلة من مدينتنا الصغيرة؛ فكنا نقطن الجزء الغربي من «الحيالة» - وكانت مركزَ عنيزة التجاريَّ آنذاك - والموقع الذي نؤُمُّه في الجانب الشرقي منها، فمن «سوق القصر» الملاصق للجامع الكبير إلى « المسهرية» الملاصقة للحيالة أدركتُ علاقة كبيرين رحمهما الله، وتكرر المشهدُ في بيتنا بزيارات متبادلة، وتوجه اهتمامي إلى الاحترام الكبير بين الضيف والمضيف، وشاهدتُ أبا إبراهيم وهو يخلع غترته ويضعها على المتكأ المجاور لجلوسه، ويحتفظ والدي بها حين يزوره، وتعلقت في الذهن صورة شكلية مجردة، ولم ألتفت لما دار في المنزلين من أحاديث؛ فالفاصل العُمريُّ أوسع من أمداء ذاكرة صبي يخطو أعوامه الأولية في المدرسة الفيصلية، وكان الوالد معلمًا فيها والبطحي مديرًا للمدرسة العزيزية حينها.
تلك التقاطةٌ أولى أذكت ملامحَ ما تلاها؛ فقد لازم الفتى والده في معظم لقاءاتهما، حتى رحيل أولهما الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم البطحي عام 2006م ولحقه الآخر عام 2019م غفر الله لهما.
والمفارقة التي نُقلت بعد رحيله أنه كان يعرفني خارج مدار علاقته بالوالد؛ فعن مصدرين وثيقين مختلفين أن البطحي رأى طالبين موقوفين خارج الفصل وقت إدارته المدرسة العزيزية وتبين له أن سبب ذلك تقصيرُهما في مادة «قواعد اللغة العربية»؛ فعاب عليهما ذلك وتمثل أمامهما بصبيٍ يقصرُ عمره عن عمرهما وطولُه عن طولهما يحفظ ألفية ابن مالك؛ فأحسن الله إليه مثلما أحسن ظنَّه.
* * *
(2)
جاءت الالتقاطة الثانية في مرحلة تأجيج الخلافات الفكرية خلال إرهاصات صراع الصحوة الإسلامية مع التيارات القومية وحذَّرَنا بعضُهم من ارتياد مجلس البطحي المفتوح في دارته الطينية بدعوى أفكاره المختلفة عن السائد التقليدي، ولجأتُ للوالد أستفتيه فطلب مني ألا أعير هذا التقول عناية، وما أزال أذكر ثناءه على أخلاقه وتعامله وثقافته، وأكد أنه لم يره يهمل فرض الصلاة جماعةً حين يلتقيان وحدهما أو مع آخرين فاطمأنَّ المطمئنُّ؛ إذ والدي مدرستي الأولى والكبرى، ومن عرف الوالد عرف بعضي، ومن يعرفني فسيرى والدي بنسخةٍ أقلَّ شأنًا وقيمة.
مضت الأيامُ والتحقتُ بمجلس البطحي متأخرًا قليلًا لانقطاعي عن عنيزة بسبب الدراسة والابتعاث والعمل، ومنذ ارتدتُ مجلسه اليومي في مزرعته « مُطلّة» على ضفاف وادي الرمة لم أنقطع عنه ولو كانت زيارتي إلى الوالدين يومًا أو بعض يوم، وأحيانًا كنتُ لا أنصرف مع المنصرفين بعد أداء صلاة العشاء جماعة بالرغم من حضوري قبل أذان المغرب؛ فيستبقيني وأسعد بجلسة خاصة يقرأَ عليَّ فيها شيئًا من أوراقه الثقافية وأشياءَ من أوراق سواه، وفي موسم النخيل يعزمُ عليَّ أن أمرَّه في منزله بحي «ابن عيد» قبل سفري فيملأ سيارتي بمحصول نخيل مزرعته، ولو طالت إقامتي فلا مجال لاعتذار عن إجابة دعوته «المحفوفة» للعشاء، وليس فيها سوى الوالد وصديق أو صديقين لهما.
* * *
(3)
وهنا الالتقاطة الثالثةُ حين زرتُه مع بعض ضيوف عنيزة في مهرجانها الثقافي، ومنهم الأساتذة: فهد العريفي وعبدالكريم الجهيمان وعاشق الهذّال وآخرون، واستضافهم في زيارة لاحقة، وجالستُهم في بيته بحضور الصديق الأستاذ محمد القشعمي، وزاروا الوالد كذلك، وأدركتهم منصتي ن باهتمام لما يطرحانه من رؤىً، وما يفيض لديهما من معلومات، والتقيت عنده بعدد كبير من الرموز الثقافية والمجتمعية من عنيزة ومن القصيم ومن مناطق المملكة ومن خارجها، وكتبتُ وتحدثت عن بعض ذلك، وأيقنتُ أن شفاهيته، وعدمَ وجود مؤلفات له أو عنه لم تحجب الآخرين عن رؤيته بقامته وقيمته، وأكبرت نصفَ قرنٍ أمضاها معلمًا ومتعلمًا، وقدّرت بذله نفسه ونفيسه لإجابة استفهامات، ومحاورة مستفهمين، وتكريم ضيوفٍ وقاطنين، حتى إنه يتولى الذهاب إلى الزائرين ممن يعرف عدمَ وجود مركبات معهم بسبب إقامتهم القصيرة ليحملَهم معه إلى «مُطلة» ويعيدَهم إلى أماكن سكنهم.
وتمضي هذه الالتقاطة لتشهد بما كان يبذله من جهود لتحقيق معلومة تُثار في مجلسه فيدعم إجابته بتوثيقها، والأمثلة أكبر من إمكان حصرها في هذا التقديم.
* * *
(4)
والالتقاطة الرابعة تجيء لقربي منه وعلاقتي الوثيقة به؛ فقد دعوتُه - في صحته ونشاطه - لكتابة سيرته، وعرضتُ عليه أن آخذ إجازة من العمل وأتفرغ شهرًا أو شهرين لتسجيلها وتوثيقها وإصدار كتاب عنها، فقال لي -بالكلمات التي وعيتُها مثلما حكاها رحمه الله «إنها بوصيتي وأنت مؤتمنٌ على ما لديّ من أوراق ووثائق»، وذكرت هذا في مقال تلى رحيله، ولعله تهرب بذلك من الالتزام فدعوت له بطول العمر.
وامتدادًا لهذه الالتقاطة فقد فوجئتُ باشتداد مرضه وأنا خارج الوطن، وعدتُ لأجده في العناية المركزة، وزرته مرتين، وحين توفي حضرت الصلاةَ عليه ودفنَه وعزاءَه في عنيزة، وذكرتُ ما قاله لي لأشقائه: صالح وعبدالله وعبدالعزيز رحمهم الله وسليمان حفظه الله فثمنُوا وشكروا، لكني لم أتلقّ شيئًا، وهنا سلكت دربًا مختلفًا تفصيلُه في الالتقاطة التالية.
* * *
(5)
قدَّرتُ - وهذه التقاطة خامسة - أن لي دورًا لن يحملَه سواي بحكم عملي مديرًا لتحرير صحيفة الجزيرة للشؤون الثقافية فقررتُ إصدار عدد خاص عنه من المجلة الثقافية، وتواصلتُ مع الصديق الأستاذ محمد بن إبراهيم العبيّد مدير مكتب جريدة الجزيرة بعنيزة رحمه الله فأبدى - كعادته - استجابته وحماسته، وحرصتُ على سرعة تجهيز العدد، وبدأنا في الاستكتاب حتى توفرت لنا مادة مكتملة شغلت 24 صفحة من صفحات «الثقافية»، وبدأت في تهيئة الغلاف الذي اخترت له عنوان (سبعون) إيماءً إلى وفاته رحمه الله عن سبعين عامًا هجريًا ( 1357 - 1427 هـ)*، وإذ لا غلاف دون صورة، وحيث كان يرفض التقاط صور له ولا يوجد في أرشيف الجريدة ولا في الشبكة الرقمية أي من ذلك، فقد تجلت مهنيةُ الأستاذ العبيّد الذي فتش في ملف مزرعته بشركة الكهرباء التي يعمل بها الأستاذ محمد، واستخرج صورة من بطاقة توفير الخدمة له، وأعطاها رسامًا محترفًا (أ. أحمد الشيمي) أجاد نقلها فبدت مماثلة لملامحه، وصدر العدد بتأريخ 13 رجب 1427هـ أي بعد وفاته بثمانية عشر يومًا؛ « صُلي عليه يوم الخميس 25 جمادى الآخرة 1427هـ»، وتبعته مقالات متفرقة حوله أثق أنها كانت أساسًا لندوةٍ عقدناها حوله في مركز ابن صالح الثقافي وأدرتُها وشارك فيها الدكاترة: عبدالله مناع وعبدالله الربيعي وخالد البياري، مثلما كتبت عنه أكثر من مقال، وقدّمت أكثر من ورقة بحثية، وشعرت أنني سعيتُ بما استطعت.
ولن أُخفيَ ما طالني من لوم لإخراج عدد خاص عن شخصية لا يعرفها إلا القلة بحكم شفاهية دوره، وقيل ما قيل عن ممالأة أهل مدينتي، لكنهم تراجعوا بعدما فاضت الصحف والمجلات والوسائط الرقمية بما قيل عنه من شخصيات ثقافية سعودية وعربية وأجنبية فأيقنوا أن عدم رؤية شيء تأذن بالجهل لكنها لا تغفر التجهيل.
* * *
أخيرًا:
أبلغ الالتقاطة الأخيرة لأشير إلى أن محبي أبي إبراهيم الكثر حرصوا على تأليف كتاب عنه، وإنشاء مركز باسمه، وتنادوا إلى ذلك مرارًا، واجتمعوا مرارًا، وتعثر المشروع مرارًا، وفي آخر مساعيهم جرى الاتفاق على أن يصدر الكتاب بحلول عشرة أعوام على رحيله، أي عام 1437هـ، ولم يتهيأْ ذلك، غير أن محبي أستاذنا البطحي لم ييأسوا، وجاءت مبادرة واحة الوفاء لإنشاء مركز ثقافي باسم «مركز مطلة الثقافي» فرصةً لتستهلَّ أنشطتها بهذا الكتاب الذي تصدر طبعته الأولى مع إحساسنا أنه لن يستوفي طموحاتنا؛ فلتكن الطبعة الأولى مقدمةً لدراسات وأبحاث قادمة تتناولُ قيمة الشفاهية وقامات الشفاهيين، والبطحي مثال تتعدد معه الأمثلة لتأريخٍ زاهٍ إذا لم نتداركه فمصيره النسيان، والله المستعان.
** **
- إبراهيم بن عبدالرحمن التركي العمرو