عبدالرحمن العطوي
تواصل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مواقفها الإنسانية مع شعوب الدول العربية والإسلامية، منطلقة من واجبها الديني والأخوي، مع أي دولة عربية وإسلامية فهذه مواقف مملكة الإنسانية مع أشقائها من الدول العربية والإسلامية منذ قيام هذه الدولة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فهذه المواقف يعلمها القاصي والداني، وهو ديدن حكامها وهي حاضنة للخير والسلام، انطلاقاً من رابطة الأخوة الإسلامية المنبثقة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو دأبها فلا يمر يوم إلا ولها فيه مكرمة جديدة تسديها وتواسي بها بعض أشقائها للظروف الحياتية والمادية التي تعاني منها.
هذه هي مواقف بلادنا.. أنهار تتدفق بأعمال الخير والإنسانية، لمعظم شعوب الأرض يحدوها صدق الإخاء والمواساة ففي المعاناة وحرب الإبادة التي تقوم فيها إسرائيل في قطاع غزة والمأساة التي يعيشها الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ كانت المملكة في مقدمة الدول التي وقفت مع القضية الفلسطينية وتلك الوقفات ما هي إلا امتداد لسجل حافل من المواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية مع القضية الفلسطينية فلا يكاد تذكر القضية الفلسطينية إلا ويذكر اسم المملكة العربية السعودية فهي أزلية منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي ساند ودعم القضية الفلسطينية منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض وحتى تسنمه حكم هذه البلاد الطاهرة وفي كل المحافل الدولية قدمت المملكة الدعم المادي والمعنوي ومارست ضغوطاً على إسرائيل وأدانت وتدين كل جريمة ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وفرضت شروطاً على إسرائيل منها قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وهذه المملكة تفرض شروطها وتجد حضورها في كل مكان فهي بوصلة مسلمي الأرض في اتجاههم للقبلة في بيت الله الحرام وكذلك بوصلة كل الدول العربية والإسلامية فهي ملجأ لهم ففي ثقلها الديني بوجود أطهر بقعتين في الأرض وثقلها السياسي فهي حاضنة وحضن دافئ لهم وثقلها الاقتصادي وحنكة قيادتها لذلك تجدها في كل مكان وحضور دائم وبوصلة كذلك للضعفاء من الشعوب واليوم ونحن فيما تشهده الجمهورية العربية السورية من تطورات وقيادة جديدة بعد انتهاء حقبة حكم عائلة الأسد التي هربت خارج البلاد وتركتها للفوضى كانت المملكة وهي التي احتضنت ملايين السوريين معززين مكرمين يعيشون في كافة مناطق المملكة لا تأويهم مخيمات بل إنهم يعيشون ويعملون ويتنقلون في أرجاء المملكة لتكون المملكة حيث كانت الوجهة الأولى لهم وكانت زيارة وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة السيد أسعد الشيباني للمملكة دلالة واضحة على أهمية المملكة في الظروف الطارئة لأي دولة عربية للإدارة وإسلامية تجد فيها الملاذ الآمن والحضن الدافئ للعرب والمسلمين حيث التقى وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني بسمو وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وكذلك بسمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان حيث جرى خلال الاستقبال، استعراض مستجدات الوضع الراهفي سوريا والجهود المبذولة بشأنها، حيث جدد سموه موقف المملكة الداعم لكل ما من شأنه تحقيق أمن سوريا الشقيقة واستقرارها بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها كما أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية شاهد عيان لمواقف المملكة ودعمها الدول المنكوبة فهي تسير رحلات جوية وبحرية وبرية للدول المحتاجة فهناك اليمن والسودان وفلسطين والآن رحلات متتابعة للجمهورية العربية السورية فكانت طلائع الجسور الإغاثية السعودية المقدمة للشعب السوري الشقيق. انطلقت من مطار الملك خالد الدولي تحمل على متنها مواد غذائية وإيوائية وطبية متجهة إلى مطار دمشق الدولي للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حاليا وتوالت الرحلات لتصل للشعب السوري الذي كان المركز يدعمه طوال أربعة عشر عاماً في مخيمات اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن ومخيمات لبنان وتركيا وتقدم لهم الغذاء والدواء فهذه مملكة الإنسانية والتي لا ترجو من ذلك إلا العون وإغاثة الملهوف راجية من الله العون والأجر والثواب والتوفيق وحسن العمل.