في كل موسم رياضي يكتب الهلال التاريخ بماء من ذهب وذلك من خلال تحقيق البطولات وتسجيل الأرقام القياسية، التي يصعب كسرها، بل إنها تجاوزت المستوى المحلي ووصلت للعالمية، وأعني بذلك دخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية الموسم الماضي بتحقيق (34) انتصاراً متتالياً تفوق بها على أندية عالمية حطم أرقامها وصنع مجداً يصعب على كل الأندية في العالم محاكاته.
مساء الخميس الماضي جدَّد الهلال رقمه القياسي بتسجيل أعلى نتيجة في دوري المحترفين السعودي بفوزه على شقيقه الفتح بنتيجة (9) أهداف من دون مقابل ولم يكتف بذلك، بل أصبح أول ناد يسجِّل (1000) هدف في دوري المحترفين السعودي الذي انطلق منذ الموسم 2008.
إذاً هذا الهلال الذي ولد بطلاً وترعرع زعيماً ونضج عالمياً وسيظل بمشيئة الله وتوفيقه يكتب التاريخ ويحطّم أرقامه طالما استمر العمل الاحترافي التراكمي هو ديدن من يدير شؤونه.
سباق الصدارة
من جماليات الدوري السعودي للمحترفين تعدد المنافسين على تحقيق اللقب، ففي كل موسم يتغير المنافسون، ويبقى الهلال ثابتاً في المنافسة تارة يكون منافسه النصر وأخرى الاتحاد وفي مواسم مضت كان للأهلي والشباب نصيب من ذلك، وفي الموسم الحالي يبدو أن منافس الهلال على اللقب هو الاتحاد الذي يملك فريقاً قوياً بقيادة اللاعب الأسطوري الفرنسي كريم بنزيمة وسيكون التنافس بينهما على الصدارة حامي الوطيس فكلاهما يمتلك شخصية البطل ولن تتضح الصورة حول تحديد الأقرب منهما لتحقيق بطولة الدوري لهذا الموسم إلا في شهر أبريل القادم والحسم سيكون في نهاية شهر مايو، وفي اعتقادي بأن حظوظ الهلال ستكون قوية للدفاع عن لقبه كبطل للنسخة الماضية من الدوري لما يملكه من مجموعة مميزة من اللاعبين، وفريق لا يتأثر كثيراً بغياب عنصر أساسي عكس منافسه الاتحاد الذي يشكِّل كل من بنزيمة وكانتي نصف قوته.
بالتوفيق للناديين الشقيقين في تنافسهما على لقب الدوري ولكل أندية الدوري الأخرى والتي ستسعى للحصول على مراكز متقدِّمة في سلم الدوري بحثاً عن مقاعد في الدوريات الآسيوية.
بالمختصر المفيد
- تداخل المنافسات من دوري وكأس والبطولات الآسيوية يزيد من الإثارة فيها، ولكن الأمر سيكون صعباً على المدربين في اختيار العناصر المناسبة لكل مسابقة، وكذلك ستكون صعبة على اللاعبين في الجهد البدني والتركيز الذهني.
- إحصاءات الحضور الجماهيري في منافسات الدوري قد لا تكون منطقية في ظل التباين بين الملاعب من حيث السعة الاستيعابية للملاعب، ويبقى الأهم من ذلك هو تفاعل الجماهير بتشجيع فريقها، فربما يكون الحضور كثيفاً والتأثير قليلاً والعكس صحيح.
- الأخطاء التحكيمية لا تزال موجودة على الرغم من توفر تقنية حكم الفيديو المساعد وعلى لجنة الحكام اختيار أطقم تحكيم للمباريات القادمة تكون أكثر جودة ممن شاهدناها.
- يبدو أن المركاتو الشتوي هذا الموسم قد تأثر ببرودة الجو في معظم مناطق العالم، ولكن قد يشهد المركاتو حراكاً قوياً مع نهايته كما جرت العادة.
- خلال متابعتي لمباراة الشباب والرياض الدورية شدني وجود الكابتنين نواف العابد ويحيى الشهري في فريق واحد وهما من لعبا بشكل مؤثِّر للمتنافسين التقليديين الهلال والنصر وهذه كرة القدم فقد تجمع الفرقاء كروياً يوماً ما في فريق واحد.
** **
- محمد المديفر
X: @mohdalimod