م. بدر بن ناصر الحمدان
تعرفه اللجنة الدولية لحفظ التراث الصناعي على أنه الإرث الذي يحتفظ ببقايا الثقافة الصناعية ذات القيمة التاريخية والتكنولوجية والاجتماعية والمعمارية والعلمية والثقافية، مثل المباني والمصانع والآلات والمواد وخطوط الإنتاج ومواقع التعدين وبنيتها الأساسية وكذلك الأماكن المستخدمة للأنشطة الاجتماعية المرتبطة بالصناعة مثل الإسكان أو دور العبادة الدينية أو التعليم والصحة، ويضم التراث الصناعي 5.3 % من جميع المواقع الثقافية و4 % من جميع مواقع التراث العالمي
يمكن إرجاع جذور علم الآثار الصناعي إلى ندوة عقدت في (مؤسسة سميثسونيان) في واشنطن العاصمة في أبريل 1967 وكان (كينيث هدسون) عالم الآثار البريطاني البارز هو المتحدث الرئيس في الندوة، وفي وقت لاحق روّج (ثيودور أنطون ساندي) لفكرة التراث الصناعي في كتابه الصادر عام 1976، ولتعزيز وتحفيز الجهود الموجهة للتعامل مع التراث الصناعي صدر ميثاق (نيجني تاجيل) 2003 حول توجيه وحماية التراث الصناعي والحفاظ عليه ميدانياً، والذي حدد المفاهيم الأساسية والأساليب الأساسية للتراث والآثار الصناعية.
وفي نوفمبر 2011 اعتمدت الجمعية العامة لإيكوموس مبادئ دَبْلين وهي حزمة من المبادئ المشتركة مع اللجنة الدولية للحفاظ على التّراث الصّناعي حول الحفاظ على مواقع ومُنشَآت ومناطق ومشاهد التراث الصناعي في العالم والتي تُبرهن على الأنشطة الإنسانية في الإنتاج الصناعي الذي أثّر في حياة المجتمعات والشعوب بثقافاتها المختلفة وساهم في إحداث تغييرات جذرية على مستوى التركيبة العمرانية والحضرية للمدن، شملت مبادئ دَبْلين على أربعة موجهات رئيسة تمثّلت في توثيق وفهم أصول التراث الصناعي بمختلف مكوناتها، وتحقيق الفاعلية في حماية المنشآت الصناعية، وحماية مباني ومواقع التراث الصناعية وصيانتها، وأخيراً تأصيل القيم الثقافية المرتبطة بها وإشراك الناس في مراقبتها والمحافظة عليها وتحفيز الجهود المؤسسية للعناية بها.