عبدالعزيز بن سعود المتعب
أشعل النقاش حرارة وجهات النظر المختلفة في أحد الصالونات الأدبية التي ضمّت نخبة من الشعراء والمثقفين والإعلاميين؛ حيث طرح أحد الحضور محور القصيدة المُغنّاة -العمودي منها والتفعيلة- وسبب عدم بقاء الكثير منها في الذاكرة في الآونة الأخيرة رغم تكثيف الضوء في وسائل التواصل الاجتماعي على تجارب ونصوص بعض الشعراء الشباب الذين يكتبونها ومحاولة تلميعهم لتعاوناتهم الفنية لتكريس بقاء أكثرها ولكن دون جدوى.!
وأرجع بعض الحضور مرد ذلك إلى نمطية أكثر النصوص المتشابهة في فكرتها بين بعض الشعراء وبعضهم الآخر، مستشهدا بكلمات بعض الأغاني وقلة الابتكار في المعنى، بينما البعض طرح مقارنات مجتهدا للمفاضلة بين النصوص، وبعض الحضور أظهر ميوله لبعض الأسماء دون غيرها بطريقة أشبه بالانطباعية بعيدا عن المنظور النقدي، واحتدم النقاش إلاّ أن الناقد الأدبي سلطان بن سعد الشنيفي كان له رأي منطقي بكل موضوعية فحواه (أن من حق الشعراء الجدد تقديم إبداعاتهم وليس من حق أحد مصادرة قناعاتهم ومحاولاتهم طالما أنهم موهوبون ويسعون للتميز ولكن في المقابل يجب أن نقتنع بأن هناك تجارب في طور التكوين والتمرحل مثلما أن هناك تجارب متبلورة تماما، ولكن الشاعر المُقَلِّد لغيره الذي يفتقر للمخزون اللغوي والثقافة العالية لن يكون له بصمة في الأغنية، وفي النهاية -لا يصح إلاّ الصحيح- كما أن هناك ثنائيات متفرّدة في الشعر والصوت الطربي أصبحت من ثوابت الذائقة الرفيعة ومنافستها صعبة جدا في المدى القريب على الأقل وفق معطيات القصيدة والأغنية اليوم، وبكل شفافية مثل الثنائيات التالية: (الأمير الشاعر خالد الفيصل، والفنان محمد عبده، وطلال مداح -رحمه الله-، والأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله-، والشاعر إبراهيم خفاجي -رحمه الله-، والشاعر نزار قباني -رحمه الله-، والفنان عبدالحليم حافظ -رحمه الله-، والفنانة أم كلثوم -رحمها الله-، والشاعر أحمد رامي -رحمه الله-، والفنانة فيروز، والأخوين عاصي ومنصور الرحباني).