أ.د.عثمان بن صالح العامر
حذر المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة العقيد تركي الحربي، من مشروعات فكرية تستهدف المملكة، موضحًا أنها تتضمن أساليب ودلالات لغوية؛ تهدف إلى الإضرار بأمن البلاد ومصالحها، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تُروَّج بخداع ومكر على أنها النموذج الأفضل في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. ومؤكداً في الوقت ذاته أن المملكة تواجه في هذه الفترة محاولات للتحقير مما تملكه من مقدرات وطنية، مشددًا على أنه إذا قللنا من قيمة ما نملك واحتقرناه سنتنازل عنه بكل سهولة.
موجّهًا رسالته للشباب بضرورة الحذر من كل رأي أو موقف أو جداول أعمال التي بوصلتها خارج الوطن، محذرًا من السرديات الموجهة التي تسعى إلى إبعاد الأفراد عن هويتهم وقيمهم وثقافتهم.
ودعا سعادة العميد في ثنايا مداخلته في ندوة: (الإرجاف وسبل مواجهته)، إلى ضرورة الحذر من المدخلات الفكرية لضمان توافقها مع الدين الإسلامي والهوية والثقافة الوطنية، مشيرًا إلى أن اللغة تعد من أخطر الأدوات التي يتلاعب بها المرجفون لإحداث خلل في المجتمع، مؤكداً في ختام ما قال أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية ومواجهة كل المحاولات التي تسعى إلى النيل من قيم وثقافة المملكة، محذرًا من الانسياق وراء الخطابات الموجهة التي تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.
إننا اليوم في عالم يموج بالمهددات العقدية والفكرية والسلوكية الأخلاقية التي تستهدف شباب وفتيات الوطن يسوق لها من خلال الألعاب الالكترونية والمواقع الشخصية والمنتديات الخارجية وصداقات العالم الافتراضي.. وقد يصل الأمر بالشاب أو الفتاة إلى الاختطاف الفكري سواء من قبل الإرهابيين المتطرفين أو الملحدين المنكرين أو الحاقدين المارقين الحاسدين أعداء الوطن الحقيقيين، أو الطابور الخامس التابع لهم تحت شعارات تدغدغ المشاعر وتلامس الحاجات الغريزية غالباً وبأساليب ملتوية كلها إرجاف وتخويف لمستقبل لا يعلم به إلا الله، وقل مثل ذلك عن خطر المخدرات والمسكرات والانحرافات القيمية التي قد تفقدك أولادك - لا سمح الله - مع العلم أن خلف كل هذا السيل من المخاطر في عالمنا الافتراضي (السوشيال ميديا) مؤسسات خارجية مدعومة، والمسئولية تقع أولاً على الوالدين، عليك أنت أيها الأب وولي الأمر، فالأسرة قبل غيرها هي صمام الأمان - بعد الله - والحصن الحصين للذرية.
لا تبحث عن شماعة تعلق عليها إخفاقاتك وتقصيرك التربوي وتهاونك إزاء مسئولياتك المباشرة، سواء المدرسة أو المنبر أو الإعلام أو الحي أو حتى جماعة الرفاق (الأصدقاء) فكل منا راع ومسئول عن رعيته، ولذا لابد أن نربيهم على الارتباط بالله - عز وجل -، والاعتزاز بالذات الحضارية، والافتخار بالإرث الوطني (الفكري منه والثقافي)؛ لنعزز فيهم الشعور بالانتماء لهذه الأرض المباركة المملكة العربية السعودية (عقيدة وقيادة وشعباً)، لنعرفهم بالمنزلة العظمى التي تتسنمها بلادنا الغالية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء مهندس الرؤية ومبدعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله -، ولنكثر لهم من الدعاء حتى يكونوا في مستقبل حياتهم حراس عقيدة، وحماة وطن، وجنود بناء وتنمية وتطوير لبلادهم الغالية المملكة العربية السعودية.. دمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.