إبراهيم بن سعد الماجد
عندما أطلق سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، فإن ذلك جاء من منطلق (صحي)! وليس ترفيهيا أو متعة بصرية!
أي ليست المبادرة تعني أن تكون الأرض من حولنا تكتسي باللون الأخضر، وإنما تكتسي بما يعالج الانبعاثات الكربونية.
يقول سموه: «إنه بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنفط ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة».
الخضراء القادمة تعني المناخ الذي تنعدم فيه الانبعاثات الكربونية، بهذا الغطاء النبات الذي يساهم بشكل كبير في الأكسجين الذي يعزز صحة الإنسان، ويحميه بعد الله من كثير من الأمراض.
ويؤكد سمو ولي العهد على أن المملكة ودول المنطقة مثلها مثل الكثير من دول العالم تواجه الكثير من التحديات البيئية، حيث قال سموه: «إن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديداً اقتصادياً للمنطقة (حيث يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة)، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة، وسنعمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية».
كلمة واضحة المعالم والأهداف، رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.
هذه المقالة جاءت نتيجة لما شاهدته من بعض بلديات المناطق من تهاون واضح، بل وعكس التوجه، ألا وهو تغطية الميادين الكبيرة بالغطاء الأخضر الصناعي! وهذا فيه مخالفة صريحة للسعودية الخضراء، إلا إن كان فهمهم لـ(الخضراء) هو اللون فقط!
وأنا في طريق سفر قابلتني مداخل تلك المنطقة بميادين جميلة، لكنها أفسدتها بهذا الغطاء الأخضر الصناعي!
قلت: لو بقيت هذه الميادين دون هذا الغطاء لكان أولى وأحسن، فالتربة لا تنبعث منها أي أضرار خلاف هذه الأغطية البلاستيكية.
أتمنى من وزارة البلديات التأكيد على مفهوم (السعودية الخضراء) فربما فهم - بعضهم - قاصر.