حمد بن عبدالله القاضي
أضحت كتب السير هي الأكثر إقبالاً من القراء حيث إنها تروي تجارب حياتية نابضة لأناس خاضوا غمار الحياة والتجارب.
وبين يديَّ كتاب سيرة استبقيته عندي حتى تهيّأ لي الوقت لقراءته والاستمتاع بالرحلة بمسيرته الحياتية وهو لرجل عصامي عمل وتعب حتى عانق النجاح.
كتاب «سليمان بن محمد السيف.. سيرة ذاتية» كشف فيه عن المرتكزات التي انطلق منها حتى وفقه الله بعمله التجاري، ومن أهمها:
إدارته لأعماله بنفسه/ صدقه وأمانته/ وفاؤه لأسرته ولمن ارتبط بهم من موظفين بالعمل وأصدقاء.
و بدأه بالوفاء بإهداء الكتاب لوالده رحمه الله ولشريكة حياته ولأبنائه.
* * *
كان حافز تأليفه للكتاب هو استكمال سيرة والده - رحمه الله- الذي كما قال وكتب بالمقدمة: هو امتداد له ولعصاميته، ثم قناعته أن تبقى سيرته سطورا منظورة تقرأ لا كلمات شفاهة تطير بالهواء.
بدأ بسيرته منذ طفولته ونشأته وتعلمه ببريدة ثم انتقاله للعاصمة وبدئه العمل بأسواقها وما أجمل تقسيمه وتشبيهه مرحلة عمله الثانية بالرياض ب»الطيران» انفرادا وانخفاضا وارتفاعا.
عشت معه ومع سيرته برحلاته العملية واستفادته من تجارب الآخرين بتجارته التي تخصص بها وتعايشه مع المواقف التي مرَّت عليه برحلاته.
* * *
وبالفصل الثالث، وصف هذه المرحلة بالحصاد بعد أن تحدث عن خطواته في دروب التجارة وتتابع نجاحاته بتوفيق الله عبر «شركة السيف للتوكيلات التجارية» التي تعد من أنجح الشركات بالقطاع المختص في مجالها.
ولعل الرائع أنه وبغمرة أعماله وسفرياته كانت عائلته بالمربع الأول باهتماماته وتحدث بهذا الفصل عبر مسارات ثلاث: عائلته الصغيرة/ التربية والتوجيه/ ثم عشيرته الأقربين.
* * *
وكان الختام تلك التجارب والتوجيهات التي دونها التي لم تكن تنظيرية بل كانت مخاض ما مر به بحياته من صعوبات ونجاحات وعثرات بدءا من طفولته حتى وصل إلى ما وصل إليه من العمر والنجاح بعون بارئه وأحسن صاحب السيرة أ. سليمان السيف حين دعمها بصور معبرة عن مختلف أطوار حياته بوطنه وأسفاره، داخليا وخارجيا متعه الله بالعافية والمزيد من العطاءّ.
* * *
سيرة تستحق أن تُقرأ ففيها دروس كثيرة من رجل أعمال مكافح أتطلع أن يقرأها الجيل الجديد ليستفيدوا منها، وهم يطرقون أبواب العمل ليحققوا طموحاتهم مستعينين بالرزاق جلّ في عُلاه.
آخر الجداول
«وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تُؤخذ الدنيا غِلابا»