مرفت بخاري
كثيراً ما رحلت عنا أرواح عاشت معنا وعشنا بها وتبحرنا فيها وغصنا في أعماقها وعندما ترحل تضيق الدنيا بأعيننا ونشعر بماهية الفراق ترى كم تحترق قلوب على فقد أناس كانوا لها الماء والهواء، وكم من أعين نزفت فراق من أحبت قد يبكينا الفراق ولكن هناك شيء آخر مرارته أشد من هذا الوجع الذي سرعان ما نتكيف عليه مع هموم الحياة أنه الحنين، وما اقسى وجع الحنين هو وحده من يجعلنا نتذكر تلك الأيام الخوالي، وحينها الدمع لا يشفي الوجع، والفقد لا نجد له طباً مداويا.
لذلك علينا دائماً أن نتخير أقوالنا وأفعالنا فلسنا مخلدين ولنعمل دائماً الخير ليذكرونا به ولعل دعوة تأتي لنا في ظهر الغيب وفي دار الحق ترفع درجاتن من ذكرٍ طيب وعملٍ صالح، فنجان قهوتي يفوح منه اليوم نكهة الأخلاق الكريمة وحسن الخلق والذي كان ولا يزال الهدف الرئيسي من بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فكونوا كما أحب ولا تشمتوا بنا حاسداً ومشككاً بدعوة ورسالة المصطفى فابتسامتنا صدقة وكلمة الحق حق وإكرام الضيف من الإيمان وكل صغيرة وكبيرة من قواعدنا الإسلامية تحثنا على حسن الخلق والصفح والمحبة، لا تخذلوا حبيبنا فأنه مفاخر بكم الأمم اللهم نشهد بأنه بلغ الأمانة على أكمل وجه.
ليتنا نقلب القصص العقيمة لحصاد رائع مثمر، ليتنا نستعين بالصفح لدحر الكراهية والحسد في القلوب فوالله ما يتغلف بالحب والإحسان أبقى وارقى وأفضل بكثير من المشاحنات والجدالات العقيمة، لا أعلم لماذا القتال والتبرير المدمي حتى نظهر أننا على حق، من قال بأننا ملائكة لا نخطئ، اقتراف الخطأ والندم والمغفرة هي جزء من طبيعة البشر: لماذا نكبل أنفسنا بهذا الحمل الثقيل لسنا ملائكة ولم نُجبل على حياة الملائكة ليتنا نتيقن من طبيعتنا البشرية وكفى!.