د.نايف الحمد
أخيراً، وبعد انتظار جماهيري وترقب، أقفل الهلال الميركاتو الشتوي بصفقة منتظرة للاعب أجنبي مواليد، لتكتمل منظومته الفنية بوجود 8+2 في قائمته المحلية بعد مطالبات متكررة من المدرب بضرورة تعويض مركز الجناح الأيمن بعد خروج الفتى البرازيلي المذهل ميشايل بعد تحقيقه مع الزعيم لبطولة السوبر برباعية على النصر مطلع هذا الموسم.
كايو سيزار هو القطعة الناقصة في تركيبة الزعيم الفنية؛ وقد بدا واضحاً حاجة الفريق للاعب أجنبي في هذا المركز منذ بداية الموسم، لكن السيد جيسوس بخبرته ودهائه وبما يمتلكه من زاد بشري تمكَّن من تجاوز هذا النقص تمهيداً لمعالجته قبل الدخول في معارك الحسم الكبرى على المستوى المحلي والقاري.
في تقديري أن جيسوس كان واقعياً في اختياره لقائمة الفريق من اللاعبين الأجانب، فقد أقفل قائمة المواليد بضم كايو للبرازيلي الهداف ماركوس ليوناردو الذي عوَّض غياب الهداف الكبير ميتروفيتش واستطاع اقتحام قائمة الهدافين وأظهر نجاعة كبيرة في استثمار الفرص وتحويلها إلى أهداف.
أما بالنسبة للثمانية الأجانب فقد قرَّر الحفاظ على القائمة التي بدأ بها الموسم مع إبقاء الساحر البرازيلي نيمار خارج حساباته في المسابقات المحلية، وترك خيار استمراره في القائمة الآسيوية له ولإدارة النادي في قرار جريء يؤكد مهنية هذا العبقري وشخصيته المتفرِّدة.
دون أدنى شك أن نيمار أسطورة في عالم كرة القدم ومكسب كبير لأي فريق يمثِّله؛ لكن السيد جيسوس قرَّر تشكيل فريق متوازن في كل خطوطه.. فريق قادر على تحقيق البطولة القارية التي لا يزال يتحسّر على ضياعها في الموسم الماضي.. لذا كانت خياراته تعتمد على الجاهزية العالية للاعبين، مع قائمة أجنبية تتوزّع على خطوط الفريق، إذ إن إبعاد أي لاعب من الثمانية الأجانب عن القائمة المحلية سيتسبب في عدم جاهزيته في المنعطفات الكبرى والحاسمة من بطولة النخبة الآسيوية، في وقت لا يضمن جاهزية نيمار ومجاراته لرتم الفريق، خاصة مع وجود أكثر من لاعب يمكنه أن يشغل مركز نيمار بكفاءة وجاهزية عالية كمالكوم وسافيتش.
نقطة آخر السطر
من الواضح أن الموج الأزرق عاد لحالة المد التي كان عليها في الموسم الماضي، حيث أغرق خصومه حتى غطت أمواجه سواحل المدن وساحاتها؛ ولم يعد بمقدور أحد أن يجاري هدير تلك الأمواج المتلاطمة؛ فكان ظهوره طاغياً ساحراً يخطف الأبصار؛ أما عشاقه فيرافقونه بلهفة وجنون، وعيونهم تلمع بالحب، بانتظار كتابة الكلمة الأخيرة في نهاية كل موسم بحروف من ذهب، وملاحم يسطِّرها التاريخ.