محمد بن علي بن عبدالله المسلم
نحو العالم الأول
فرحت كما فرح كثير من سكان الرياض (العاصمة) بانطلاق مشروع القطار والحافلات الذي هو هدية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للعاصمة الرياض، والذي هو أساساً من بدأ فكرته واقترحه عندما كان أميراً لمنطقة الرياض ورئيس هيئة تطوير الرياض، وذلك عام 2009، وقدمه للملك عبدالله -رحمه الله-، أي منذ خمسة عشر عاما. هذا المشروع الجبار من هدايا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي قاد العاصمة نحو التطور والنمو (نصف قرن) لتكون أسرع مدن العالم نمواً.
أكتب اليوم عن هذا المشروع الضخم تقنياً وفنياً وإنشائياً، والذي هو بمثابة مشروع القرن (للرياض) والذي كلف أكثر من 80 مليار ريال. وهو أكبر مشروع قطار مدن (قطار أنفاق، تحت الأرض وبدون سائق!!) بمسافة 176 كلم تم تنفيذه خلال الـ 15 عاماً بدون أن يشعر السكان بالعمل به (تحت الأرض) ولم تحول طرق ولا إشارات ولا جسور مؤقتة لتنفيذه.
هذا المشروع يشمل 85 محطة منها 4 محطات رئيسية علوية و47 محطة تحت سطح الأرض ويضم المشروع 190 قطاراً و452 عربة كما يشمل المشروع على 19 موقعاً لمواقف السيارات، المحطات مزودة بالمصاعد والدرج المتحرك ويديرها شباب وشابات من الوطن لإرشاد المتنقلين مع لوحات إرشادية.
هذا المشروع سيزيح نحو مليون وستمائة ألف راكب في اليوم من طرق الرياض وسيخفف من زحمة المرور بحدود 20 - 15 %.
لقد جربت هذا القطار من إحدى محطاته الأحدث بعد افتتاح المسار البرتقالي وذلك بتاريخ 9 يناير 2025 (ووقتها لم تكن جميع محطات هذا المسار قد تم فتحها).
المسار البرتقالي يقطع الرياض من الشرق (محطة خشم العان ) إلى الغرب بطول 41 كيلو، التذكرة ساعتان بـ4 ريالات فقط، قطع المسافة من الشرق إلى الغرب بنحو 35 دقيقة فقط. كما يمكن أن ينطلق بك من محطة النسيم إلى المركز المالي (المسار البنفسجي).
من تجربتي الشخصية أدعو كل مواطن بتجربة استخدام القطار هو وعائلته ليرتاح من زحمة الشوارع وللتعود على التنقل بدون زحام وبدون قلق وإثارة الأعصاب.
كما أنه بسؤال بعض من جربوه أكدوا بأنها تجربة رائعة، وسيعمل على اعتبارها جزءاً من ثقافة التنقل المريحة، وبلا شك سوف تكتمل الفرحة بتشغيل التوصيل ما بين وإلى المحطات لبعد المسافات بين المنازل والمحطات مما يجعل بعضهم يعود لما قبل القطار، وحسب علمي سوف تحل هذه العقبة قريباً بإذن الله.
لقد حققت المملكة -بحمد الله- تطوراً كبيراً في جميع مجالات النقل براً وجواً وبحراً، وأصبحت المملكة من بين الدول المتقدمة في هذا المجال.
لقد بدأ إنشاء وتطوير وتعبيد الطريق بالمملكة عام 1927م و1938م ومجموع أطوال الطرق بالمملكة يصل إلى 71500 كلم.
أما السكك الحديدية فقد بدأت في عهد المؤسس- رحمه الله- 1951م بين ميناء الدمام مروراً بالأحساء، أما الخطوط السعودية فقد تم إنشاؤها عام 1945م وفي عهد المؤسسس -رحمه الله- وتطير إلى 140 مدينة حول العالم.
كما لا ننسى النقل البحري حيث تقع المملكة في قلب العالم وعلى الخليج العربي والبحر الأحمر.
باختصار
- نظراً للنمو السريع والمستمر بالمملكة وبالتالي زيادة أهمية النقل بالطرق داخل المدن فيجب إعادة هندسة الطرق وفتح شوارع مساندة وإغلاء التحويلات وإعادة تشغيل الإشارات الأتوماتيكية وضبط توقيتها، لأن إزاحة الحمل عن الطرق بالتحويلات وتعطيل العمل الآلي للإشارات يزيد مشكلة الزحام وأهمية أن يكون هناك حافلات لنقل الطلاب بين الأحياء والتقليل من السيارات الخاصة الفردية بما في ذلك مواقف للسيارات بجانب كل مدرسة.
- رغم تطور البريد السعودي (سبل) وجودة خدماته إلا أن شركات ما يسمى بالتوصيل السريع (أجنبية) رغم سوء خدماتها إلا أنها تنافس البريد السعودي رغم أن خدماتها لا ترقى إلا مستوى جودة البريد السعودي.
- انتشار التسويق الإلكتروني والترويج عبره (وباستخدام الذكاء الاصطناعي (المفبرك) المنتجات التي يروجها لا ترقى بجودتها ومواصفاتها إلى المستوى المطلوب وقولهم بإعادة المنتج (إذا لم يعجبك) غير صحيحة، وكثير من المستهلكين لا يستفيدون من مشترياتهم وهذا هدر اقتصادي!!
والله الموفق...