د. فواز كاسب العنزي
الإعلام الرياضي يُعد أحد أهم الأدوات لتحقيق التنمية المستدامة للأندية الرياضية في إطار رؤية السعودية 2030، حيث يتجاوز دوره التقليدي لنقل الأخبار ليصبح محفزًا للتنمية الرياضية ومساهمًا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية. الإعلام الواعي والمبني على الاحترافية يمكن أن يعزز دور الأندية كمحركات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مستفيدًا من التغطية الإعلامية لدعم مشاريعها، تسويق علامتها التجارية، وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.
الإعلام الرياضي الواعي يُسهم في إبراز مبادرات الأندية التنموية، مثل تطوير الأكاديميات، اكتشاف المواهب، وتعزيز الكفاءة الاقتصادية عبر جذب الاستثمارات والشراكات. كما يدعم الأندية في اعتماد استراتيجيات صديقة للبيئة، مثل استخدام تقنيات الطاقة المتجددة في البنية التحتية الرياضية، ويُعزز وعي الجماهير بأهمية هذه المبادرات وأثرها طويل الأجل.
رؤية السعودية 2030 تهدف إلى تحويل الرياضة إلى صناعة مستدامة تُسهم في تعزيز جودة الحياة وتوفير فرص استثمارية ووظيفية واسعة. الإعلام الرياضي، بدوره، يمكن أن يُبرز هذه الجهود من خلال التغطية المهنية التي تركز على إنجازات الأندية وتكاملها مع الأهداف البيئية والاجتماعية والاقتصادية للرؤية.
ومع ذلك، يواجه الإعلام الرياضي تحديات كبيرة عندما يفتقر إلى الوعي والاحترافية. النقد السلبي غير الموضوعي، والتعصب الإعلامي، ونشر الشائعات، يُسهم في زعزعة استقرار الأندية وتعطيل مشاريعها التنموية. الإعلام غير الواعي يركز على الهجوم الشخصي وتضخيم الأخطاء دون تقديم حلول، مما يضعف العلاقة بين الإدارة والجماهير ويؤثر على اللاعبين نفسيًا.
الإعلام المستدام يجب أن يتحول إلى شريك استراتيجي للأندية، يدعمها بالنقد البناء والتغطية المتوازنة التي تُبرز القيم الرياضية وتُسلط الضوء على الإنجازات. الإعلام الواعي يُعزز الهوية الرياضية، يجذب الاستثمارات، ويروج لمبادرات الاستدامة، مما يضمن تكامل الأندية مع رؤية المملكة ويُحقق تطلعات الجماهير.
في النهاية، الإعلام الرياضي المستدام ليس مجرد ناقل للأحداث، بل هو شريك حقيقي في بناء مستقبل رياضي مشرق يعكس قيم الاستدامة، يُحقق أهداف رؤية 2030، ويُبرز الرياضة السعودية كواجهة حضارية عالمية.