رمضان جريدي العنزي
(1)
لا تحكم على أحد بسرعة لمجرد أنه كان لطيفا معك، لا يغرنك طراوة اللسان، وحسن المنطق، وأناقة المظهر، ولا حديثه عن القيم والثوابت والمبادئ، الكثير بارعون في الظهور على غير الحقيقة، وممثلون بامتياز، وعندهم أقنعة مغايرة، فلا تقع فريسة لأحد، وأن تفوه بكلام يشبه العسل المصفى.
(2)
الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ما هي إلا لقلقة لسان، والصيام الذي لا يردع عن الولوج في المحرمات ما هو إلا مجرد جوع وعطش، والصدقة التي يتبعها منة وأذى ما هي إلا نفاق، والعطاء الذي يتبعه تصوير ما هو إلا بهت وتدليس ورياء، وتصوير مائدة الطعام العامرة بنعم الله من أجل الشهرة والفشخرة والتفاخر، لا يعد كرما وإحسانا، بل إسراف وإفراط وكفر بالنعم.
(3)
المواقف غربال الناس، وحدها من تظهر حقائقهم، إما يصغرون في عينك، وإما يكبرون.
(4)
قيمة الإنسان لا تقاس بكثرة الناس من حوله، ولا بكثرة من يتقربون إليه، ولا بأصوات المدح والإشادة والإطراء له، وإظهار مناقبه ومحامده، قيمة الإنسان باعتزازه بنفسه، وثقته بها، واحترامه لجوهره وكيانه، لا يهم إن كان من حول الإنسان أعداد غفيرة، وأياد مصفقة كثيرة، شخص واحد قد يغني عن الكل الغفير، بأصالة ذاته، وصلابة موقفه، وحفظ أمانته، وصدق لسانه، ووفائه بتعهده ووعده.
(5)
الرجل العاقل الواعي المدرك الحكيم، يحب المحبة والوئام، ويكره العداوات والخصومات والمشاحنات، ويرفض الغل والأحقاد، ويمقت الفتن والوشايات، وإشعال النيران بين الناس، لذا نراه يعيش الأمان والاطمئنان، والراحة النفسية، بعيدا عن المناكفات والمشاغبات والمكائد والتأليب البغيض.
(6)
إن الذي خلقك قسم لك الرزق، وقدر لك المستقبل، فلا داعي أن تقلق على الرزق والمستقبل.
(7)
الشيب لا يعني نهاية المطاف، ولا يعني غروب الحياة، ولا يعني الاقتراب من محطة الرحيل الأخيرة، من الخطأ أن يقرأ الشيب هكذا، بل يقرأ على أنه الإشارة على دخول مرحلة العمر المهمة، مرحلة امتلاك التجارب، واكتساب الخبرات، مرحلة اكتمال العقل والحكمة والبصيرة، مرحلة الهدوء وعدم الطيش والتسرع، مرحلة الحسابات الدقيقة والمراجعات للمواقف والأعمال والأقوال، ومحاسبة النفس، مرحلة تزيين الصحائف بمحاسن الأعمال، وجميل الأفعال، والبعد عن عفن الذنوب، ودهاليز الرذائل، ومستنقعات العصيان.