رسيني الرسيني
في مدينة هادئة على ضفاف نهر لاندويسر في جبال الألب بسويسرا، شارك وفد سعودي رفيع المستوى في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس تحت شعار «التعاون من أجل عصر ذكي». وذلك بحضور رجال السياسة والاقتصاد من مختلف دول العالم، إذ اجتمع ما يقارب 3000 شخص من أكثر من 125 دولة لمعالجة مجموعة واسعة من المواضيع ذات الصلة، بما في ذلك التعاون العالمي، والنمو الاقتصادي، وتطوير الذكاء الاصطناعي، وأزمة المناخ.
خلال أيام المنتدى، تفاعل عدد من الوزارات والقنوات والصحف عن مشاركة المملكة في دافوس بمقاطع وأخبار تدعو للفخر والاعتزاز، فهذا الوزير يتحدث عن تحقيق مستهدفات الرؤية، وذاك المسؤول يستعرض الحلول لمختلف التحديات العالمية. حيث نظم الوفد المشارك مبادرة البيت السعودي «Saudi House» عُقد من خلاله جلسات نقاشية حول تطورات المملكة في مجالات مختلفة كالسياحة، والاستثمار، والاقتصاد، والصناعة. ومن أجل ذلك، حظي الجناح السعودي بأكثر من 5 آلاف زيارة في أقل من 5 أيام - وهي فترة إقامة الحدث العالمي.
المشاركة السعودية تُعد فرصة لاطلاع نخبة الوفود -من مختلف أنحاء العالم- على رحلة التحول الإيجابية التي تعيشها المملكة، كما أنها دعوة للتعرّف على الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الحيوية التي تشهد نموًا عاماً بعد عام. فعلى سبيل المثال: في قطاع السياحة استقبلت المملكة 10 ملايين سائح في عام 2019م وفي العام الماضي زاد العدد إلى ما يقارب 30 مليون سائح. ومن المعلوم أن نمو قطاع السياحة يُسهم بالضرورة بنمو قطاعات أخرى مصاحبة لها كقطاع البناء والخدمات اللوجستية وقطاع التأمين الذي ينمو مع كل قطاع.
أما في قطاع الصناعة، فأشاد المنتدى العالمي بخمس منارات صناعية في السعودية، والمقصود هنا مصانع الشركات الرائدة التي تتبنى تقنية الثورة الصناعية الرابعة، وهي: مجمع خريص النفطي، ومعمل الغاز في العثمانية، ومعامل بقيق، ومصفاة ينبع، ومجمع إنتاج النفط في شمال الغوار. كما تعمل وزارة الصناعة والثروة المعدنية على زيادة المنارات الصناعية للوصول إلى 14 مصنعًا مصنفًا. تجدر الإشارة أن شبكة المنارات الصناعية في العالم تضم حاليًا 189 منشأة منتشرة في عدد من الدول، خمس منها في السعودية.
حسنًا، ثم ماذا؟
أدعو القارئ الكريم لقراءة كتاب «الثورة الصناعية الرابعة» للكاتب كلاوس شواب- مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي- وربط ذلك بدور المملكة المحوري في قيادة التحول نحو مستقبل مستدام.