د.عبدالعزيز الجار الله
أصبح من الواضح أن إسرائيل تستهدف في حربها الأخيرة، أكتوبر 2023 تستهدف:
- أولاً : الشعب الفلسطيني (السكان) بالدرجة الأولي بالقتل والإصابات، كما حرب الإبادة 2023، والتدمير النفسي الممنهج بالتهجير والترحيل الجماعي من قطاع إلى آخر بقصد القضاء على الحياة المدنية.
- تليها الشعوب العربية، البدء بالشعب اللبناني والسوري.
- تدمير البنية التحتية، هدم المدن حتى لاتكون هناك مدن، والعيش في مخيمات وعشوائيات.
ثم تستهدف في العدوان: الأراضي الفلسطينية، تليها الأراضي العربية في لبنان وسوريا، تقتل وتهجر الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، يليها فيما بعد الجنوب اللبناني وما تبقى من الجولان السوري، وجبل الشيخ اللبناني السوري، بمعنى مرحلة قضم الأراضي الفلسطينية والعربية في لبنان وسوريا والتوسع في المستوطنات.
من الجانب الأمريكي طرح الرئيس الأمريكي ترامب في 26 يناير 2025 طروحات قديمة جديدة، وإعادة صياغة وإنتاج لصفقة القرن - المرفوضة من فلسطين والعرب - تحت مظلة إعادة إعمار غزة، بالترحيل والتهجير لمليون ونصف من سكان غزة إلى دول الجوار الفلسطيني مصر والأردن لمدة محددة أو دائمة، ولم يذكر صحراء النقب الإسرائيلية.
وهذا يذكر بالتهجير الجماعي للسكان العرب قبل (100) سنة من قبل الدولة العثمانية بما يعرف (سفر برلك) التهجير القسري للعائلات العربية.
تأتي التفسيرات الإسرائيلية للطروحات الأمريكية أن ما يقصده الرئيس ترامب الترحيل لدولتين هما إندونيسيا وألبانيا:
- إندونيسيا الواقعة فى جنوب شرق آسيا، بين المحيط الهندي والمحيط الهادئ. تتكون من أكثر من 17000 جزيرة، عدد سكانها قارب 300 مليون نسمة رابع دولة في السكان بعد الهند والصين وأمريكا.
- ألبانيا إحدى دول إقليم البلقان الواقع في جنوب شرق أوروبا. حدودها مع دول: الجبل الأسود، وكوسوفو، و مقدونيا، واليونان. تبعد عن إيطاليا نحو 70 كم. عدد سكان ألبانيا (2) مليون ونصف المليون.
هذه تفسيرات إسرائيل لخطة الرئيس ترامب. وبالتالي تمنح إسرائيل المزيد من الأراضي بما فيها شواطئ غزة، تصبح قضية فلسطين هي قضية : مصرية وأردنية إذا كانت هناك أو قضية إندونيسية وألبانية، وتتخلص إسرائيل منها سياسيا وسكانيا وتستحوذ على خيرات وثروات أراضي قطاع غزة، ويبقى مليون غزي فقط يضاف لهم ما سوف ترحله من سكان شمال الضفة الغربية من مخيم جنين أكبر المخيمات تأسس عام 1953، و مخيم ثاني أكبر المخيمات طولكرم تأسس عام 1950 من المخيمات الشمالية للضفة الغربية.
أيضا يتم حاليا تناول فكرة تهجير جديد لعرب 48 داخل الخط الأخضر ونقلهم من العمق الإسرائيلي إلى الضفة الغربية؛ لخفض نسبة العرب البالغة 20 % من جملة سكان إسرائيل داخل الخط الأخضر.