محمد العبدالوهاب
في دوريات العالم المتقدمة رياضياً وبنضج كروي كالقارة الأوروبية تحديداً، يتعامل مدربو أنديتها الحائزة على لقب بطل(الشتاء) على أنه أشبه بالترمومتر أو المجهر الذي يكشف مدى قدرة الفريق على تطبيق استراتيجيتهم التي دونوها في كراستهم التدريبية من حيث توازنه وكمطلب يجب توافره كجهد وعطاء ورتم فني يتطلع بأن يقدمه عناصر الفريق مما يسهل عليهم تكملة النصف الثاني بكل اقتدار لتحقيق لقب الدوري في آخر المشوار، بعيداً عن كونه لقبا شرفيا أومعنويا، - هكذا قرأت وتابعت - بعدها انتقلت تلك الثقافة الرياضية الفنية لباقي القارات الأخرى.
.. على المستوى المحلي وفي دورينا أحسب أن الهلال الأكثر ثقافةً بها وتطبيقها على أرض الميدان، قياساً بتحقيقه للقب للمرة(السابعة) كأكثر الأندية تفرداً بها منذ انطلاقة الدوري السعودي للمحترفين، والذي أجزم بأنه كان له الأثر في صمود وصعود هذا الفريق الكبير لمنصات التتويج سواء على المستوى المحلي او الخارجي، بيد أن تواصله بتحقيق الإنجازات والبطولات وكسر الأرقام القياسية بسلسلة الانتصارات على صعيد الأندية العالمية جعلت من هذه الثقافة ديدنه، بدليل أنه النادي السعودي الوحيد الذي يخوض 5مسابقات في موسم واحد - دوري وكأس ملك وسوبر ونخبة آسيوية وكأس أندية العالم - والتي تتطلع فيه جماهيره بتحقيق القدر الأكبر منها وعلى خطى موسمه الماضي والممتدة عبر فصول السنة.
.. على الرغم من أن صديقي الهلالي(المخضرم) والذي أثق في فكره وتاريخه الرياضي يؤكد بأن تلك الثقافة نابعةً من البيئة التي تتميز بها المنظومة الهلالية عن غيرها، والتي يؤكدها اللاعبون الأجانب قبل المحليين، فقد لعب له نجوم كثر وغادوره وهم أساطير، ومر عليه رجالات في رئاسة مجلس إدارته وانتهت فترتهم وكل منهم يتساءل ماذا حقق (الأزرق) في عهد إدراته من إنجاز أكثر من الذي قبله، ومع ذلك بقي النادي الوحيد الذي يؤمن عشاقه بأن لا رمز له سوى (الكيان) فقط.
* * *
امتدادا للحديث نفسه، ومن حيث ختام النصف الأول من الدوري والذي شهد أسبوعه الأخير صراعاً مثيرا ومشوقا لتحديد من سيتوج بلقب بطل(الشتاء) من جانب، وبين تقارب النقاط بين الفرق الأخرى متوسطة الترتيب من جانب آخر، خصوصاً تلك الأندية التي أحبطت طموح جماهيرها التي كانت تترقب منها الكثير بالمنافسة على الصدارة أو تحقيق الأهم كبطولات في ظل التغيرات المفصلية التي تمت بالأشهر الماضية القريبة والتي ضحيتها ماكان إلغاء عقود أكثر( 8) مدربين!! من باب - لعل وعسى - يتغير الحال ليكسر ماهومحال ،والذي يبدو بأن الخلل اتضح لديهم بأن مكمن الخلل في الفكر الإداري، لا المدربين ولا اللاعبين هم العائق.
* * *
المشهد الموجع
قبل فترةً أو أكثر قرأت مقالا اجتماعيا بجريدة الرياض للأستاذ عادل الحربي، تناول فيه واقع المشهد الإعلامي الرياضي وابتعاده عن الرؤية الرياضية الجديدة وعن دوره الأساسي كأداة تثقيف وتوجيه، مشيراً إلى من يقود المشهد أصوات تلهث وراء الجدل والإثارة على حساب المهنية والمسؤولية!! مما أتاح مساحة للابتذال والتعصب، وأضر بوعي الجماهير ورسالة الإعلام السامية، بل وبصورة المجتمع الرياضي برمته..... إلخ.
.. أضع علامات تعجب على السطر، وأتساءل أين دور الرقيب؟
* * *
آخر المطاف
يؤكد علماء النفس والاجتماع من خلال أبحاثهم المتعددة:
بأن التعصب يؤثر على الصحة والنفسية وينسج على الذهن شباكاً تقيده وتجعله أسيراً له، لذا أعط عقلك وقتاً للحوار بينكما (لربما) تجد فيه مايشعرك بعلاج مضاد لنموه الذي قد يسبب في انسداد قنوات العقل، وضمور وتخبط الفكر.