فضة حامد العنزي
هذه خواطر لعلها تنال الاستحسان، وهي من باب ملامسة الواقع من وجهة نظري الشخصية.
- عندما تندم وتقلع فهذا مؤشر طيب، لكن الندم دون أن تصحح خطأك فأنت كمن بذر بذرة ولم يتعاهدها بالسقيا، ولم يهيئ لها عوامل النمو؛ فالندم المثمر وحسن صدقه لا يعني الإقلاع فحسب، بل يعزّزه ويقوّيه ويتبعه الإصلاح أيضًا.
- لا يعني نيل الشهادات أن تبني سدودًا من العُجب بينك وبين الناس، فلتكن ممن كسب شهادة الأخلاق وبنى جسورًا من التواضع مع علمه الغزير.
- الظروف توضح الصور، وتصقل الرؤى، وتكشف المعادن.
- أحيانًا وراء الثقة خيبات وحسن نية لم تكن بمكانها المناسب والصحيح.
- إن عماد الحب الرحمة، وركنيه الكرامة والفهم، وجوهره التقوى، ومنبعه مخافة الله التي ترقّق القلوب، وتُدمِع العيون، وتجمِّل الحياة، وتبعث السعادة، وتقود للرضا وللأمل وحسن الظن بالله.
- من الصفات التي أكرهها: الكذب لأجل ودٍّ منقطع.
- ومن الصفات التي أحبُّها: الصدق لأجل ودٍّ متصل.
- الشيء الذي تتألم منه فأنت تتعرف عليه أكثر، ولك خيار الابتعاد عنه، وفي نيّتك حصول السلامة، أو التحمُّل والاقتراب، وفي نيّتك حصول الفرج.
- اسمع بعينك، وأبصر بقلبك، وعِ بعقلك، وتبيَّنْ بأذنيك.
- من يقول لك إنه تعمَّد إضحاكك من قلبه صادقًا وهو محبٌّ لك في الواقع.. لا تُبكِه يومًا ما.. حتى لو كان ذلك سهوًا.
- هل اليأس يطرق الأبواب ليلًا؟ أتظنه يطرق أبواب قلبك وصلاة الوتر كل ليلة؟!
- قد تجرح في قلبك وتتجاوز مرة بعد مرة؛ وفي مرات تأبى التجاوز، وقد تجرح أو يهان بك في كرامتك فيؤلمك ذلك وتترك مكان نزفك، وقد يستخفُّ بعقلك.. حينها لا يمكنك التجاوز إلا بعفو يعليك وتسامح ينقيك، أو بنصر من الله يأتيك وفي يوم القيامة يشفيك وفي الجنة يرقيك.
- ابتسم لنفسك الحزينة أولًا، واعمل أي شيء رائع يحافظ على ابتسامتك الجميلة تلك ثانيًا.
- دموعك التي تقطر على سجادتك، لا تذهب عبثًا.
- اعرف أن هناك بعض الأمور تقال من امرأة في وسط النساء وتخفى على الرجال وقد تدرك! وأيضًا أعرف أن هناك بعض الأمور يقولها رجل في مجمع الرجال لا تدركها النساء لكنها قد لا تخفى! فليس كل ما يخفى لا يُدرك، ولا كل ما لا يُدرك يخفى! وليس كل ما يقال أمام النساء يمكن قوله لرجل، وليس كل ما يقال لرجل يمكن أن يقال وسط النساء.
- هناك من إذا عرفت حقيقته كرهته، ولن تتغير صورته لديك؛ كونه ممثلًا بارعًا ولم يعتزل التمثيل بل هو مستمرّ ولم يتب إلى الله في الخفاء ولا في العلن.
- علينا منذ البداية اختيار الرفقة الأكفاء.. الذين لا نتركهم بسهولة - ولن نفعل - ولا يتركوننا إلا بصعوبة؛ ولن يفعلوا! يتراجعون عن قرارهم أو أتراجع أنا بعد برهة.. والتراجع هذا هو لحفظ الودّ ولبقاء حسن الصحبة ونيل المزيّة إلا ما كان مُحالَ الرجوع لأسباب.. بمعنى كن وفيًّا متمسّكًا لا تفكّ عن الصاحب الوفيّ المتمسّك هو بك قلبًا ويدًا وفكرًا وروحًا.
- لا تصدق كذّابًا بعد المرة الأولى إلا تبيانًا، وإن صدقته في المرة الثالثة وفي الرابعة والخامسة واتّضح كذبه فخذ لك دروسًا في الانتباه، وعليك أن تتدارك الكذب قبل فوات تصديقك.
- الحُبُّ العالق فيك شغفًا.. له جمالياته وفيه انتعاش للروح وإرواء للعطش.. وفيه تحلّق في سماوات الأنس.
- الحُبُّ المتأرجح فيك لست قادرًا أن تمحوه بسهولة، ولا أن تبقيه بصدق يأتي حينًا عند الحنين ويغيب حينًا عند الهجر.. يطول بالوصل ويُبنى بالإخلاص والودّ والرحمة، ويَقْصُرُ بالجفاء ويُهدم بالصدّ والقسوة والخيانة.
- الحُبُّ الطائر حُبٌّ يطير منك طوعًا كريشة في مهبّ العاصفة؛ لم تثبت لعدم تجانس الشريك معك أو الصاحب لِعِلّةٍ فيه أو لأسباب أخرى.. وهو حب معرَّض للتجاهل وذلك عند ذهاب الثقة في الآخَر وقسوة قلب هذا الآخَر وحصول الخيبة منه، فالتجاهل أخو النسيان أو التناسي، وكلاهما يحملان صفات من الآخر؛ بمعنى أني قد أتجاهلك إلى أن أنساك وأنساك إلى أن أجهلك.
- ومن الحُبِّ ما يُنتزع انتزاعًا من القلب، مجبرٌ أنت لانتزاعه لعلّةٍ طارئة أحدثت ثقبًا باقيًا؛ فأرجوكم كونوا من اللطفاء عند كلامكم، الأوفياء عند وعودكم، الصادقين في أفعالكم.. كونوا من الرحماء الأمناء الثقاة للقلب المحب لكم.
- لما كنت صغيرة وفي أول يوم دراسة لي بالصف الأول الابتدائي أو في الأيام الأولى لا أذكر بالضبط.. إذ بي جئتُ لأمي أركض قائلة: (يمه يمه) نجحتُ نجحتُ، فإذا ببطاقة قد كُتب عليها اسمي وشارة تميز فصلي ظننتُها نجاحًا والبراءةُ تحتويني! وقتَها ضحكتْ أمي وامتدحتْني! فرحم الله أمي رحمة واسعة، وسقى الله أيام زمان.
- لمسات من الاطمئنان ألا تؤذي طفلك.
لمسات من الحنان ألا تصرخ بوجهٍه دومًا.
لمسات من الاستقرار أن تحتضنه وتقبّله؛ أن تمسح على شعيرات رأسه وتقبّل جبينه نائمًا أو مستيقظًا كان وفي كل أحواله المناسبة.
لمسات من الأمان ألا تبكيه حرقة ولا تعنّفه ولا تشتمه ولا ترمي كلامًا قاسيًا يسبّب جروحًا في نفسه يصعب علاجها حالًا ومستقبلًا؛ فكونوا على حذر من كلمات سلبية لا تلقون لها بالًا فقد تهوي به بعيدًا عن أحضانكم وقد تجعله يبحر في لجّة بحر الضياع والشتات والحرمان وهو في ظلام الليالي مفتقدٌ لطوق النجاة.. ومفتقدٌ لكل ما حرمتموه منه، وإنَّ ذلك وما يحصل له يجرُّكِ أيّتها الأم ويجرُّكَ أيّها الأب نحو الندم والحسرة، قلبُكما يتألّم ونبضاتُكم قلقةٌ.. والصحةُ متعَبة.. فأرجوكما اكسبا طفلكما صغيرًا كان أم كبيرًا؛ ليربحكما بابَيْنِ من أبواب الطاعة وسببًا من أسباب رضا الله ودخول الجنان.. لا تحرموه أن يبرَّكم؛ أن يتذوَّق رضاكم؛ ليتلذّذ بدعواتكم أمامه؛ وليستشعرها في الخفاء؛ وليجد آثارها في دنياه.. آملًا الخير من الله في آخرته.
- ببساطة أقول: إني أحب الحب.. وأرى أن الحب فيما يرضي الله شيءٌ جميلٌ؛ فالحب يَجلِب بأمر الله وفضلِه العافية؛ فأنت عندما تحب تتعافى ولو شيئًا من أشياء كثيرة.. أو أكثر.. لا ننكر ذلك؛ فالحب شيء رائع! خذ مثلًا.. فأنت عندما تحب تتعافى من مشاعر الكره إن كان فيك شائبة، ومن نوازع الحسد وإن خفي، ومن القسوة وإن اعترتك، ومن المرض النفسي قد تتحسن وتستقر أو تشفى روحًا وفكرًا وتنتشي.. ومن المرض الجسدي قد يحدث أنك تبرأ وتتعافى أو تتحسّن حالتك؛ لتصبح محبًّا لله بإيمان أقوى وبعزيمة أكبر؛ فتحبّ نفسك وتحبّ المحبّ الذي جمّل حياتك أكثر، وتصبح الحياة أجمل وأوسع.. والجمال الذي بداخلك هو جمال الحب، والحب هذا هو الذي بدوره يجمّل نظرتك للحياة فيسعدك.. ويروي غصونك المجدبة فتخضرّ.. ويحسّن وضعك فينقلك من الشرور للخير بفضل الله وأمره.. ومن المهم جدًّا معرفته أن هذا كله لن يأتي ولن يحدث في الحب إلا عند حبك لله، وحسن ظنك به ودعائه، ثم مع استبشارك لنفسك ثم لمن حولك وتقبل البِشر من غيرك.. وهذا الحب الذي أعنيه هو لأصحاب القلوب البيضاء لا السوداء الذين نظرتهم شر وأفعالهم شرر ونصائحهم مكيدة وإن جاءت بلباس ظاهره حسن وشفقة.
- ببساطة أقول: إني أكتم الحب ليستمر لكنه قد ينهكني أو يضعفني أو حتى يتلاشى وتؤلمني الصدمات، أو ربما تزين أموره؛ لا ندري! وأخبر به ليكبر ويحلو، وأصِلُه ليقوى ويزداد ويثمر، وأدعو الله للحفاظ عليه، وأوفي للثقة ولإثبات صدق حبي، وأتعامل بلين لدوامه ولزيادة جماله، وأخلص لبقائه وفي نيّتي استمرار الحُبِّ في الدنيا والآخرة، والمدهش في ذلك أنه ليس كل مخلصٍ ينال نتيجة بقاء الحب! فقَدِّروا الحب ولا تخذلوا مخلصًا ولا تبعدوا حبيبًا، ولا تنهروا صادقًا، ولا تنكروا وفيًّا، ولا تظلموا إنسانًا ولا مخلوقًا.
والسلام.