د. أحمد محمد القزعل
التّركيز على المسائل الإيجابية في الحوار بين الأمم والشّعوب هو عنصر أساسيّ لتحقيق السّلام والتّعاون الدّوليّ، ويشجع على التّبادل الثّقافيّ والفنيّ بين الدّول ممّا يعزز من التّفاهم والاحترام المتبادل، كما أنّ العمل على مشاريع دوليّة مشتركة في مجالات مثل التّعليم والعلوم والتّكنولوجيا يمكن أن يعزز التّعاون ويحقق فوائد ملموسة للجميع، مع أهمّيّة تسليط الضّوء على القيم الإنسانيّة المشتركة مثل السلام وحقوق الإنسان والعدالة وتشجيع الحوار السّلمي وحل النزاعات من خلال الوساطة والمفاوضات بدلاً من العنف.
ولتعميق نظام الحوار الإيجابيّ وتطويره لا بدّ من تحديد الأهداف المشتركة طويلة الأجل، مثل تعزيز السّلام والتّعاون الاقتصاديّ والتّنمية المستدامة، وكذلك تحديد الأهداف المشتركة قصيرة الأجل، مثل إقامة فعّاليّات ثقافيّة مشتركة ومشاريع تعليميّة وبرامج تدريبيّة، مع ضرورة إنشاء منصّات للحوار وتنظيم منتديات ومؤتمرات دوليّة تجمع ممثلين من مختلف الدول لمناقشة القضايا المشتركة وتأسيس جمعيات ومنظّمات غير حكومية، تهدف إلى تعزيز التّبادل الثّقافيّ والتّفاهم بين الشّعوب، وإنشاء برامج لتبادل الطّلّاب بين الجامعات والمؤسّسات التّعليميّة، وتنظيم مهرجانات وفعاليّات ثقافيّة تعرض تراث وفنون الشّعوب المختلفة.
ولضمان استمرار الحوار الإيجابيّ لابد من تنظيم لقاءات وحوارات بين ممثلي الأديان، وعقد ندوات ومؤتمرات فكرية لمناقشة القضايا الفلسفيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة، مع العمل على تعزيز التّعاون الاقتصادي والتّنمويّ وتطوير المشاريع الاقتصاديّة المشتركة الّتي تعود بالنّفع على الأطراف المشاركة والتّعاون في بناء وتطوير البنية التّحتيّة مثل الطرق والجسور ومشاريع الطّاقة وتطوير برامج تعليميّة تركز على أهمّيّة الحوار والتّفاهم بين الشّعوب واستخدام وسائل الإعلام لنشر قصص النّجاح وأمثلة التّعاون الإيجابيّ بين الدّول.
حقيقة فإن ضمان استمرار هذه الجهود في بناء نظام منصّات الحوار الإيجابيّ سيساهم في تعزيز الروح الإيجابيّة واستمرار التّقدّم ممّا يخلق بيئة عالميّة أكثر تعاوناً وسلامة وازدهاراً.