سارا القرني
هذا وهذا العام عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليبدأ ولايته الرئاسية الثانية، معه قائمة طويلة من القرارات التي جلبت معها موجة من الجدل والتغيير في السياسة الأمريكية، بعد تعيينه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، أصبح اسم ترامب مرة أخرى في صدارة منصات التواصل الاجتماعي، مع تحليلات متنوعة حول مدى تأثير قراراته على الشرق الأوسط والعالم بأسره.
من تلك القرارات.. قرارته الأساسية.. حيث أصدر ترامب أوامر تنفيذية تعلن الهجرة غير الشرعية عبر حدود المكسيك كأزمة وطنية، مما يمثل تحدياً جديداً لسياسات الهجرة في المنطقة، وتتوقع التحليلات أن هذا القرار سيزيد من الضغوط على الدول المجاورة للولايات المتحدة، وخصوصاً المكسيك، لتحسين تدابيرها الأمنية، كما تم تصنيف عصابات المخدرات كمنظمات إرهابية، ما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز التعاون الدولي في مواجهة هذه العصابات.
ثمّ أعلن ترامب عن خططه لزيادة إنتاج النفط والغاز، بما في ذلك إعلان حالة طوارئ طاقوية لتسريع الترخيص، وإلغاء بعض الحماية البيئية، وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، هذه الخطوات من شأنها أن تؤثر سلباً على مجهودات الحد من تغيير المناخ العالمي، وتعزز من مكانة الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، يتوقع المحللون أن سياسة ترامب الجديدة تجاه الكيان الصهيوني وفلسطين ستكون قاسية.. فبعد تهديده بتحويل المنطقة إلى «جحيم» إذا لم يتم إطلاق الرهائن، يبدو أن ترامب يستهدف إيصال رسالة قوية ليهود أمريكا والكيان المحتل بدعمه لتل أبيب، كذلك، قد يكون هناك تحركات لإنهاء الحرب في غزة وفلسطين، لكن بشروط تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنّ السياسة الخارجية الأمريكية تحت قيادة ترامب ستكون أكثر انعزالية، مع التركيز على المصالح قصيرة المدى، مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم العلاقات مع الحلفاء التقليديين مثل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وهذا التحول يمكن أن يجعل من الشرق الأوسط منطقة استراتيجية أكثر أهمية للولايات المتحدة، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران وتركيا.
وتتفق التحليلات على أن ترامب في هذه الولاية الرئاسية يبدو أكثر جرأة وقطعية في اتخاذ القرارات، ربما بسبب عدم إمكانية إعادة انتخابه مرة أخرى، ويصف بعض رواد التواصل المطلعين هذا النهج بأنه «انقلاب» على النظام الدولي القائم، مع توقعات لزيادة التوترات مع الصين وروسيا، وربما تغييرات جذرية في السياسة تجاه أوكرانيا وتايوان.
تبدو ولاية ترامب الثانية كمرحلة جديدة من التغييرات الجذرية في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يتحرك ترامب بجرأة لفرض رؤيته على العالم، مع تأثيرات قد تكون متعددة ومعقدة على الشرق الأوسط وما وراءه.