سلطان مصلح مسلط الحارثي
لم يوفق البرتغالي جيسوس في إدارة مباراة فريقه الهلال أمام القادسية، بدءاً من تغيير طريقة لعبه، والزج بخمسة لاعبين في الدفاع، ومن ثم «تخبطه» في التغييرات، وختمها بتصريحاته الغريبة في المؤتمر الذي أعقب المباراة!
البداية، كانت خاطئة بتغيير تكتيكه، واللعب بثلاثة قلوب دفاع، وكأنه هنا مجبر على اللعب بالبليهي، وإدخال تمبكتي إرضاء للجمهور، وهذا ما تحدث عنه في المؤتمر الصحفي، منتقداً تمبكتي، حيث قال (حسان بدنياً ليس باللاعب الأقوى). وهنا تظهر لنا أسئلة لابد من طرحها: هل أشرك جيسوس مدافعه حسان تمبكتي ليثبت صحة وجهة نظره «بأنه ضعيف» أم ليفوز الفريق؟ ولماذا أشركه مع البليهي وكوليبالي؟! وهل يريد أن يثبت لنا أن وجود البليهي ضرورة ملحة، ولذلك غيّر تكتيكه من أجله؟! وهل يظن جيسوس بهذا التصرف أنه أقنع الجمهور برؤيته الفنية حيال تمبكتي؟!
موضوع جيسوس مع تمبكتي محير، وانتقاد جيسوس لأحد لاعبيه «الأساسيين في المنتخب»، لا يمكن فهمه ولا تفسيره، والإصرار على «تشويه» اللاعب بهذه الطريقة من أجل مجاملة «البليهي»، لا تليق في مدرب كبير، فالبليهي الذي يصر جيسوس على التجديد له، لو استمر موسما أو موسمين سيعتزل بحكم عامل السن، والمرحلة القادمة هي لحسان تمبكتي ومصعب الجوير، وغيرهما من اللاعبين الشباب الذين يحتاجون للفرصة لإثبات أنفسهم.
أما تبديلات جيسوس في المباراة فقد كانت «محبطة»، وكأنه كان يلعب مباراة ودية، ولا يسعى للفوز فيها!
ويبقى الأسوأ، أن جيسوس المدرب العملاق الذي يُصنف من ضمن المدربين الأفضل على مستوى العالم، فشل في إدارة مباراة القادسية، وتخبط في تصريحاته بعد المباراة، وهذه غريبة على مدرب بحجم جيسوس! ولكن: هل يوجد مدرب دون هفوات وأخطاء؟! بالتأكيد لا، ولذلك يأمل الجمهور الهلالي في عودة مدربهم لجادة الصواب، وعدم «الاختراع»، أو «الشخصنة» مع أي لاعب، أو «مجاملة» لاعب على حساب الفريق.
فضيحة تحكيمية بصافرة نمساوية
ما حدث «تحكيمياً»، في مباراة الهلال والقادسية، التي أُقيمت مساء يوم الاثنين الماضي، لا يمكن اعتباره إلا «فضيحة» لا يمكن بأي حال تجاوزها أو الصمت حيالها، فقد ارتكب الحكم النمساوي جوليان وينبيرجر، خطأ فادحاً «أثر» على نتيجة المباراة باتفاق جميع محللي التحكيم، بعد أن لامس مدافع فريق القادسية الكرة بيده «خارج المنطقة»، وكان القرار الصحيح «طرد المدافع» مع احتساب خطأ لصالح فريق الهلال، ولكن الحكم بعد أن عاد لـ»الفار»، قرر احتساب «تسلل» لا وجود له إلا في مخيلته، وهذا ما اتفق عليه جميع محللي التحكيم أيضاً.
هذا الخطأ «المؤثر» حرم الهلال من حق أصيل له، كان سيكون سبباً في انفراده بالصدارة، فلماذا يتحمل الهلال وزر أخطاء حكام بهذا المستوى؟ فإن كان الهلال قد تجاوز في مباريات سابقة أخطاء كارثية وانتصر، فإنه اليوم تعثر بالخسارة لأسباب عديدة، من ضمنها وأهمها حكم المباراة! وإن كان حكام اتحاد كرة القدم خصوصاً «المحليين»، بحسب ما نشاهده «يزودون» منافسي الهلال لضعف مستوياتهم بالنقاط «غير متعمدين بالتأكيد»، ولكن بسبب «الأداء السيئ»، فكيف نفسر خطأ الحكم النمساوي الكارثي؟ وما هو موقف لجنة الحكام التي تعتبر شريكة في «كوارث التحكيم» التي تضررت منها أندية عدة، واستفادت منها أندية أخرى، ونحن هنا لا نتحدث عن أخطاء عادية، بل نتحدث عن «كوارث تحكيمية»، جيرت فيها الصافرة نتائج مباريات لفرق لا تستحقها، وهذا ما يجب على اتحاد كرة القدم مراجعته والتدقيق فيه، واختيار الطواقم التحكيمية بعناية فائقة، فالدوري مقبل على منافسة شرسة ومحتدمة، والأخطاء «الكارثية» الصادرة من الحكام لا يمكن أن يقبل بها المتنافسون ولا جماهيرهم.
القادسية بطل جديد
في مباراة كان حكمها أقل من رتمها بكثير، استطاع فريق القادسية أن ينتزع ثلاث نقاط ثمينة، بعد انتصاره على متصدر دوري روشن، فريق الهلال 2-1، ليستعيد المركز الثالث، ويقترب كثيراً من المتصدر ووصيفه، حيث أصبح الفارق بينهما وبين القادسية 6 نقاط، مسجلاً أقوى دفاع مع نهاية الدور الأول من الدوري، وبـ12 انتصارا، وتعادل واحد.
القادسية الذي يسير نحو القمة بهدوء يشبه هدوء الشركة العالمية «أرامكو»، التي استحوذت على النادي مطلع الموسم الماضي، استطاع أن ينتصر على أكبر فرق الدوري بدءاً من الهلال والأهلي والنصر، وجمع 37 نقطة، وإن كانت حظوظه في تحقيق هذا الدوري أقل قياساً بالمنافسين الذين لهم تاريخ وإرث كبير، إلا أن فريق القادسية الذي يُصنع بتروٍّ وهدوء، سيكون له شأن كبير في قادم السنوات، وسيكون واحداً من أهم المتنافسين على الألقاب المحلية، وطالما يسير بهذه الخطوات الواثقة، وخلفه الشركة العملاقة، التي أبهرت العالم بنجاحاتها في كل خطوة تخطوها، سيتجاوز أندية كثيرة كانت تُصنف بالكبيرة.
تحت السطر
- إلى وزارة الرياضة، وبرنامج استقطاب اللاعبين، ممثلكم في كأس العالم للأندية خسر محلياً من الخليج والقادسية، فكيف سيقابل ريال مدريد ومان سيتي؟
- التجديد لعلي البليهي لا يصب في مصلحة فريق الهلال لسببين، اللاعب يتراجع فنياً منذ بداية الموسم، وعامل السن يحد من استمراره مع فريق دائماً يسعى لتحقيق البطولات.
- المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو، دخل قائمة هدافي الدوري بـ10 أهداف، رغم أنه يلعب كلاعب احتياط، وهذا يثبت أنه مهاجم بارع وقناص، كان يحتاج للفرصة ليثبت وجوده.
- خسر الهلال أمام الخليج فقامت قائمة بعض الجمهور الهلالي، وخسر من القادسية وتكرر ذات الأمر، ويبقى فريق الهلال مثل بقية الفرق يخسر ويفوز، ونقده متاح ولكن بحسب المنطق وفي حدود الخطأ.
- رحل البرازيلي نيمار وهو الذي لم يقدم للهلال شيء، فمن يعوض الهلال بلاعب من فئة A أسوة بـ..؟