سهوب بغدادي
عنوانٌ مبهم بالتأكيد! إلا أنه يعني كل شيء، بل يُعد خلاصة الشخص وكينونته، في رحلة الحياة التي يمضيها الشخص باحثًا عن هويته ومعنى وهدف وجوده، وفي عصر سريع متبدل تسود فيه المقارنات والأقنعة، قد تتزعزع ثقة الشخص في نفسه أو تنعدم بالكلية، وقد تجابه التعليقات المشككة والهدامة من كل حدب وصَوْب واقعيًا وافتراضيًا، فيمضي الشخص أيامه في صراع مع ذاته قبل الآخرين! هل أنا حقًا كما يقولون؟ بغض النظر عن الحقيقة الكامنة خلف السؤال، فالأهم أن يكون الشخص راسخًا أصيلًا متأصلًا، في أفعاله وأفكاره ومعتقداته التي يبذلها للغير ولنفسه قبل كل شيء.
في هذا الموطن، ألهمتني البطلة السعودية في رياضة الجوجيتسو لاما المدني بهذا الأمر، إذ كنت أستمع إلى نقاش عابر جمعها بشخص آخر، الذي بدوره أخبرها أن تعمل على تقوية نفسها برفع أوزان أكثر ثقلًا لتصبح قوية، فقالت: «أنا قوية!» نعم، قالتها بكل ثقة ودون تردد في جزء من الثانية، ما دفعني للتفكر في تلك العبارة القصيرة هو الثقة والثبات والأهم «معرفة الذات» في رحلة الحياة، قد نتخبط ونتهافت إلى مواضع لا تشبهنا، إلا أننا عندما نصل جسديًا أو فكريًا لن ننظر إلى الخلف للأبد، الجدير بالذكر أن لاما بطلة محلية وعالمية حاصلة على عشرات الميداليات الذهبية، فضلًا عن كونها في المجال الإبداعي كإخراج وإنتاج وأمور أخرى تميزها، وكل إطار مرت به جعلها الإنسانة التي تعرفها لاما نفسها، فيما تردد هذه البطلة على الدوام كلمة «أقدر» قبل فوزها بأي بطولة، وأكدت أن لحظات الخسارة أتت عندما رددت «ما أقدر»، بغض النظر عن لحظات الخسارة المؤلمة فإنها تزيدنا يقينًا بأن الشخص هو من يرفع ذاته إلى المعالي أو يلقي بنفسه إلى الهاوية، كما تنبع الثقة بالذات من معرفة مسبقة بها انعكست عنوة في لحظات الريبة والشك، فتجد نفسك تساندك وترفع من صدى صوتك لتغلب المشككين.
بغض النظر عن كون المشكك حاقداً أو كارهاً أو حاسداً أو ببساطة جاهلاً، نعم، هناك من يجهل ما مررت به؛ لذا يلقي بعباراته التي تعد من المسلّمات لملء فراغات الحديث، ختامًا، أنا أقدر وأعرفني، وكذلك تقدر وتعرف نفسك.