د. عيسى محمد العميري
لقد كان لجهود قادة مصر وقطر المتمثلة في مساعدة جميع الأطراف في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي استمرت فيه الجهود لفترات امتدت لشهور من الاجتماعات والأخذ والرد بين كافة الأطراف وأدى بالنهاية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح وتبادل الأسرى بين الطرفين والسماح بدخول المساعدات لغزة.
ذلك الاتفاق الذي ترقبه الفلسطينيون والإسرائيليون بكل حرارة. كان له الأثر العظيم في إرساء هذا الاتفاق بعد معاناة استمرت لما يزيد عن 14 شهراً عانى كما أسلفنا الشعب الغزي الشقيق كل أنواع الشقاء في الوجود من جوع وقصف وقتل ودمار لكل أشكال الحياة في هذه البقعة من العالم، وأصبحت أكثر بقعة بؤساً في العالم. فشكرا لتلك الجهود المصرية القطرية والتي ساهمت في التخفيف من المعاناة التي شهدتها غزة على أكثر من صعيد. فعلى مدى أكثر من عام وربع تقريباً عاشت منطقة الشرق الأوسط برمتها توتراً كبيراً خلال تلك الفترة التي انسحب فيها على أكثر من مجال أهمها المجال الاقتصادي فدخلت المنطقة في خسائر اقتصادية كبيرة تحتاج معها إلى سنوات لتعويض تلك الخسائر.
والأهم في هذا الاتفاق هو ضمان دخول المساعدات للقطاع التي حرم منها طوال فترة الحرب إلاّ ما ندر من مساعدات متواضعة هنا أو هناك. فخفف الاتفاق على الأطفال والنساء والشيوخ وساهم في العمل على عودتهم لموطنهم الذي أجبروا فيه على النزوح منه قسريا والتهجير الذي تعرض له.
ومن ناحية أخرى، نقول بأن جهود قادة دول الخليج لطالما كانت متواصلة منذ عقود طويلة وشملت العديد من محطات الصراع في العالم وتحديداً منطقة الشرق الأوسط مروراً بغزة ولبنان وسوريا واليمن والعراق والسودان دون استثناء. وحققت في معظم تلك الصراعات مساهمة مهمة في التقريب بين وجهات النظر بين الفرقاء وأطراف الصراع وساهمت تلك الجهود في التخفيف من معاناة تلك الشعوب وعلى أكثر من صعيد.
وفي هذا الصدد، نقول بأننا نأمل أن تستمر جهود قادة دول الخليج متكاتفة لتكريس تثبيت وقف إطلاق النار في غزة ليستمر دائماً دون حدوث أي منغصات تطرأ عليه يمكن أن تؤدي إلى أن تهديد الاتفاق وعودة الحرب من جديد؛ فالمنطقة لم تعد تحتمل المزيد من العنف لقطاع غزة الذي يحتاج وفق تقديرات المراقبين إلى ما يزيد عن خمس عشرة سنة ليتعافى ويستكمل مرحلة إعادة الإعمار فيه.
وفي الختام، تمنياتنا لشعب غزة الصامد طوال فترة الحرب والنزوح والتهجير الذي تعرض له بأن تكون الأيام القادمة أيام خير عليه وجعلها خاتمة الحروب والدمار فيه. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي