د.عبدالعزيز بن سعود العمر
إن المتابع لبرامج تأهيل معلمينا سيلحظ أنها شهدت تطورا متصاعدا خلال العقود الماضية. ففي البدء كان يُستعان بكل من (يأنس) في نفسه الكفاءة للعمل معلما، دون النظر في مؤهله، ثم تصاعدت متطلبات دخول المعلمين مهنة التعليم، إلى أن وصلت إلى ضرورة حصول المعلم على البكالوريوس، ثم توقف بعد ذلك متطلب دخول مهنة التعليم عند البكالوريوس فقط، ولمدة تزيد عن 30 عاما.
مؤهل البكالوريوس مناسب اليوم فقط لدخول مهنة التعليم، ولكن من غير المقبول أن يبقى المعلم عند هذا المؤهل العلمي حتى يتقاعد.
مرحلة البكالوريوس لا تعطي عمقاً مهنياً كافياً للمعلم، فالطالب المعلم في مرحلة البكالوريوس لا يزال صغيرا في العمر، ويبحث عن التخرج بأسرع الطرق ليحصل على الوظيفة، أما في مرحلة الماجستير فالوضع مختلف، فالمعلم على رأس العمل ويعرف مواطن قوته ومواطن ضعفه، ويعالج كل ذلك بدعم من خبراء تربويين في الجامعة، وبتواصل مع زملائه المعلمين. يكتسب المعلم في مرحلة الماجستير خبرات ومعرفة ثمينة.
عندما كنت أدرس الماجستير في أمريكا كان كثير من الحضور معلمين، وكنا كطلاب تربويين نستفيد من خبراتهم وتجاربهم، لكن للأسف لا تتوفر مثل هذه الفرص الثمينة لمعلمينا اليوم، يحدث هذا في وقت يعتبر المعلم هو رأس حربة التعليم.