نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة، بإجراء عملية جراحية نوعية لتعديل انحراف بالعمود الفقري «جنف» لطفلة عمرها «4» سنوات، باستخدام أسياخ متطورة وقابلة للتمدد مع نمو الطفل وازدياد طوله مستقبلاً، وأنهت العملية معاناة الطفلة مع مجموعة أعراض أثرت على شكلها ومظهرها، وجنبتها الكثير من المضاعفات الخطرة.
وقال رئيس الفريق الطبي المتخصص في جراحة عظام الأطفال والعمود الفقري، إن هذه التقنية تقوم على زراعة قضبان مطورة في فقرات العمود الفقري جراحياً، وتتمدد هذه القضبان تلقائياً مع نمو الطفل وتطاول العمود الفقري، في حين أن تقنية تثبيت الفقرات Scoliosis Spinal Fusion، الأكثر استخداماً لعلاج هذه الحالات، ترتكز على إعادة الفقرات إلى موضعها المستقيم، ومن ثم تثبيت المعوجّة منها، بحيث تنمو ككتلة واحدة صلبة من العظام، ويترتب على ذلك توقف نمو العمود الفقري في هذه السن المبكرة، مما يستوجب إجراء الطفل لعمليات متكررة لمواكبة نمو عموده الفقري، والتي قد تصل إلى «20» عملية حتى اكتمال النمو بالوصول إلى سن الرشد، ما يعني دخولاً متكرراً إلى المستشفى والخضوع للتخدير العام في كل مرة، وإلحاق الضرر بأنسجة الظهر، وربما التهاب الجرح. وتجنِّب هذه التقنية المتقدمة الطفل الصدمات النفسية Psychological Trauma، التي تتولد من جراء الخضوع المتتالي لذلك العدد الكبير من العمليات، كما أنها تخفض التكلفة العامّة للعلاج. إضافة إلى أنها تتميز عن تقنية القضبان المغناطيسية بأنها تتمدد بشكل تلقائي ولا تحتاج إلى التردد على العيادة، أو تغيير «القضبان» كل عامين.
واستطرد قائلاً إن الطفلة أجريت لها عدة فحوصات دقيقة، حيث بينت أشعة الرنين المغناطيسي M.R.I، والفحص السريري، إصابتها بانحراف في الفقرات الـصدرية. وقد أجري لها عملية جراحية، تم فيها تقويم العمود الفقري بهذه التقنية المتقدمة، مع استخدام أجهزة حديثة كمراقبة الأعصاب أثناء الجراحة، وتكللت جهود الفريق الطبي -ولله الحمد- بالنجاح التام، إذ استطاعت الطفلة المشي في نفس اليوم واستردت المظهر الطبيعي، وبعد «4» أيام غادرت المستشفى بحالة صحية جيدة.