أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني/ تصوير - عبدالله مسعود:
ضيفنا في هذا اللقاء إعلامي مميز، استطاع أن يشق طريقه ويحقق أحلامه.. وطموحاته..
استطاع أن يدير عمله الصحفي باحترافية واتزان وأن يصبح على هرم وكالة الأنباء السعودية «واس» سابقاً، إنه معالي الأستاذ عبدالله بن فهد الحسين عضو مجلس الشورى.. وقد تحدث إلى «الجزيرة» عن مسيرته.. وعن عمل وكالة الأنباء.. وتحدث كذلك عن موضوعات متعددة نطرحها على رجال خدموا الوطن.. فماذا قال لنا: نص الحوار..
* حدثنا أين كانت النشأة؟
- ولدت في مدينة الرياض عام 1380هـ، وأنا من أهالي مدينة الرياض، نشأنا في حي الظهيرة، ثم انتقلنا إلى شارع الخزان، كان والدي -رحمه الله- يعمل في الدولة ومحباً للعمل في مجال التجارة، فقد أنشأ مكتبة لبيع الكتب والصحف الورقية المحلية والمجلات التي تأتي من الكويت ولبنان للسعودية في أسواق الديرة، ثم شارع الخزان، ثم شارع العطايف، وكان لها تأثير فيّ وفي أخي خالد الحسين، الذي كان يعمل وكيل رعاية الشباب والرياضة، حيث توجهنا في تخصصنا في الجامعة إلى الإعلام.
* كيف كانت مراحل التعليم؟
- درست الابتدائية في مدارس العزيزية.. والمتوسطة الثانية في شارع الوزير، والثانوية العامة في مدارس اليمامة الثانوية في المربع.. بعد ذلك التحقت بجامعة الملك سعود - كلية الآداب قسم إعلام وقد تخرجت من الجامعة عام 1402هـ، وكانت تسمى في ذلك الوقت جامعة الرياض وكنا الدفعة الثالثة التي تخرجت من هذه الجامعة.
* مراحل العمل.. كيف سارت؟!
- تخرجت من الجامعة وأخذت أبحث عن عمل فاخترت وزارة الإعلام بحكم التخصص ووجدت هناك وظيفتين واحدة في مجال الإخراج المسرحي والأخرى محرر في وكالة الأنباء السعودية، فقد تم توجيهي إلى العمل في الوكالة، وكانت وكالة الأنباء في ذلك الوقت في الناصرية في فلة صغيرة فيها عدد محدود من المحررين والمصورين. بعدها تم استئجار مبنى على طريق الملك فهد.. وقد استمررنا فيه 25 عاماً وقد تم رصد مبلغ مالي كبير لبناء مبنى لوكالة الأنباء السعودية، وكانت الأرض الممنوحة للوكالة منذ 40 عاماً في شارع الضباب - المربع، وقد اقترحنا على معالي وزير الإعلام في ذلك الوقت بالرفع للمقام السامي لتوفير موقع الأرض لأنه لم يعد مناسباً، وأصبحت مزدحمة لا تخدم عمل الوكالة، ولم يكن هناك مواقف للعاملين إلى مكان آخر وقد صدر أمر سامٍ أن تغطي الوكالة أرضا بالقرب من مطار الملك خالد شمال الرياض، وكانت الأرض كذلك بعيدة ولا تخدم عمل الوكالة خاصة في سرعة انتقال المحررين لتغطية المناسبات والانتشار إلى الوزارات، فقد استأذنت من معالي وزير الإعلام وبحكم وجودي محرراً في الديوان الملكي أن أذهب بنفسي وأشرح معاناتنا للمسؤولين في الديوان الملكي وأخذت معي جميع الأوراق وبالفعل تم الرفع إلى المقام السامي الكريم بالتأييد وخلال ثلاثة أيام صدرت الموافقة بإعطائنا الأرض التي نحن فيها حالياً على طريق الملك فهد.
* هل واجهتك أي مصاعب في رحلة عملك؟
- أبداً ولله الحمد، الخريجون من الجامعات في ذلك الوقت يحصلون على الوظائف في كل اتجاه وحسب تخصصاتهم، ولم أعان في عملي من أي مصاعب، تعينت في الوكالة محرراً وتقاعدت من الهيئة وأنا رئيساً لها.
* كيف اخترت للعمل في الديوان الملكي؟
- بعد مضي عام على العمل في وكالة الأنباء السعودية تم اختياري لتغطية أخبار الديوان الملكي واستمررت 23 عاماً في عهد الملك فهد -رحمه الله-، ثم عهد الملك عبدالله -رحمه الله-، ثم بداية عهد الملك سلمان -أطال الله في عمره-، ثم عدت إلى الوكالة كمسؤول مدير عام أخبار، وبعد وفاة مدير عام الوكالة عبدالعزيز الغامدي -رحمه الله- تم تعييني مديرا عاما للوكالة على المرتبة الخامسة عشرة، وبعد عامين وكان هناك عمل في تطوير عمل هذه الوكالة وهو محسوب لمعالي وزير الإعلام د. عبدالعزيز خوجة حيث صدرت الموافقة السامية بتحويل الوكالة والتلفزيون إلى هيئات وتعد مستقلة مالياً وإدارياً ويرأس مجلس إدارتها معالي وزير الإعلام في اتخاذ القرارات، وتم تعيني على المرتبة الممتازة.
* هل هناك معايير للمحرر الذي يحرر المناسبات الكبيرة؟
- يجب أن يكون الإعلامي لديه شغف لهذه المهنة، ولا يحسب الوقت ولا المصاعب التي سيواجهها مع الأيام، ولديه رصيد من العلاقات ويكون مدركا للمعلومات، وأن تكون ثقافته عالية ومطلع على الأخبار والتقارير، ويجب أن يكون صبورا ويحسب الوقت، كذلك دقيق في الحصول على كافة المعلومات التي يحتويها الخبر.
* من يجيز الأخبار المهمة في الوكالة؟
- هناك أخبار مهمة ترد للوكالة تبدأ عند رئيس الفترة.. والوكالة لديها رؤساء أقسام يعملون 24 ساعة على أربع فترات.. كل فترة لها رئيس ونائب رئيس هناك صلاحيات معينة لإجازة الأخبار وغالباً بعض الأخبار لا بد أن تمر على مدير عام الوكالة، ومن ثم رئيس الهيئة.. ورئيس الهيئة لديه محررون في مكتبه لديهم خبرة تؤهلهم لإجازة الخبر والاتصال بالجهة التي ورد منها الخبر لتأكيد بعض المعلومات بحيث لا يخرج أي خبر من الوكالة إلا وهو مؤكد، وإذا كان هناك خبر مهم يوجه إلى رئيس الهيئة وهو المتصرف فيه بالإجازة.
* كم يستغرق إجازة الخبر عندكم؟
- غالباً الأخبار العادية خلال دقائق وثوانٍ مع تطور التقنية التي لدينا في الهيئة.
* هل تعيدون صياغة الأخبار التي تردكم؟
- نعم، هناك مطبخ لإعادة صياغة بعض الأخبار.. وبعض الأخبار تأتي للوكالة جاهزة بحكم أن لديهم محرري أخبار متمكنين وهناك بعض الجهات تطلب من الوكالة إعارة بعض الزملاء ونقلهم لبعض القطاعات وكنا نوافق من باب التعاون.
* هل لدى الوكالة كادر نسائي في مجال التحرير؟
- يوجد لدى الوكالة كادر نسائي في مجال تغطيات المناسبات وجلب بعض الأخبار من بعض القطاعات.
* كم عدد العاملين في الوكالة؟
- وأنا على رأس العمل كان عدد موظفي الوكالة أكثر من 800 موظف داخل المملكة وخارجها، والوكالة لديها مكاتب في خارج المملكة وما زالت بعض مكاتب الوكالة موجودة في بعض الدول، والبعض الآخر تم إيقافها.
* بعد استقلال الهيئة.. ما هي المتغيرات التي حصلت في عملكم؟
- أدخلنا العديد من أحدث الأجهزة خاصة أجهزة التصوير، وكذلك عقد دورات للعاملين، وبحثنا عن الموهوبين وتم توظيفهم ونحن تميزنا في الوكالة بالتصوير، وحصلنا على العديد من الجوائز لبعض الصور من قبل اتحادات وكالات الأنباء العربية.
* هل أثرت فيكم مواقع التواصل الاجتماعي في سرعة نقل الخبر؟
- أبداً نحن واكبنا مواقع التواصل الاجتماعي ولدينا مشتركون ولدينا تويتر، عملنا على التغريدة ولدينا أخبار بجميع اللغات ومن خلال كوادر شباب سعوديين 100 %.
* ما هو القرار الصعب الذي اتخذته وندمت عليه؟
- لا يوجد أي قرار اتخذته وندمت عليه رغم أنني تعاملت مع 10 وزراء إعلام طيلة خدمتي.
* ماذا أضاف لك عملك كمحرر في الديوان الملكي؟
- توسعت مداركي وأضاف لي الشيء الكثير في حياتي العملية كون أنني أعمل بين قامات لها ثقلها في قيادة الوطن ويتمنى الواحد أن يستمع لحديثهم وتوجيهاتهم. 25 عاماً مع الملك فهد في الداخل والخارج أعطتني قدرة عملية في صناعة الأخبار والشيء الآخر أنا فخور بتوجيهات الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض أطال الله في عمره. وفي إحدى المناسبات في الديوان الملكي سحبني من يدي وأعطاني توجيهات كانت نبراسا لي في حياتي وهي ما جعلتني أحقق نجاحات في عملي مع ملوك هذه البلاد، وقال لي استمر على هذا الخط وهذه شهادة اعتز فيها، فهو متابع لكل ما ينشر.
* ما التحديات التي ما زالت تواجهنا.. وكيف يمكن التغلب عليها؟
- اقترح أن تتحول وكالة الوزارة للإعلام الخارجي إلى هيئة مستقلة وتغطي الحرية وتعمل على توظيف الخريجين العائدين من الخارج لأن هناك شباب سعوديين أصبحوا يتكلمون لغات العالم ويجب أن يستفيد من هؤلاء حتى تصل رسالة المملكة للعالم.
* ما هو المطلوب من الإعلام السعودي؟
- الاستمرار على التطوير لأنه إذا لم يجد المتلقي شيئا يجذبه فلن تفلح هذه الوسيلة.
* كيف ترى مستقبل الصحف السعودية؟
- قالوا: إن الصحف تحتضر منذ عشرين عاماً، ولم تمت، وما زالت تؤدي دورها ولكن التطوير ضروري حتى ينجيها من الموت.. وتحويلها إلى إلكتروني.
* كيف تنظر للسياحة في المملكة؟
- كان عندنا كنز مختفٍ وظهر مع رؤية الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- فأصبح لدينا معالم سياحية وأثرية وأصبح هناك ترفيه.. وأماكن ومعالم بارزة وأصبحنا وجهة سياحية.
* كيف تجد اللحمة الوطنية؟
- منذ أن توحدت بلادنا على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ونحن في لحمة وطنية لا مثيل لها في البادية والحاضرة والله لا يغير علينا.
* ما هو مثلك الأعلى في هذه الحياة؟
- قدوتنا وحبيبنا الرسو ل صلى الله عليه وسلم.
* من هو قدوتك في الحياة؟
- كل شخص عملت معه ووالدي رحمة الله عليه.
* أين تكمن المتعة بعد التقاعد؟
- المتعة مع عائلتي والأقارب وأجمل ساعة عندي ولدي برنامج أنفذه يومياً.
* كيف تجد مواقع التواصل؟
- فيها الغث وفيها المفيد، ونتطلع من وزارة الإعلام لعمل دورات للمشاهير حتى يعرف كل واحد حدوده.
* أنت عضو في مجلس الشورى.. ماذا استفدت؟
- لي الشرف الكبير أن أعمل مع 150 عضواً، وسوف استفيد مما يطرحونه. وأنا للمعلومية عندما كنت محررا وغطيت افتتاح مجلس الشورى وعدت إلى مجلس الشورى عضواً.. وهذه من الأشياء التي أعتز بها.