«الجزيرة» - الرياض:
في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، تلتقي الفنون السعودية والبرازيلية في فعالية يقيمها المعهد الملكي للفنون التقليدية، وتمتد لثلاثة أيام، حيث تمتزج الثقافات وتتجسد الإبداعات في أبهى صورها. حيث يتيح هذا الحدث الفني المميز للزوار فرصة استكشاف مختلف الفنون التقليدية والمعاصرة من كلا البلدين، والتفاعل مع الحرفيين والفنانين.
ومن بين أبرز الفنون التي لفتت الأنظار، يأتي فن السدو السعودي، الذي يمثل جزءًا أصيلًا من التراث المحلي، حيث يتم تقديمه عبر عروض حية وورش عمل تتيح للزوار تجربة حياكته بأنفسهم.
في إحدى زوايا الفعالية، وبين أصوات النول وصوت الحرفيات، تجلس غريبة هلال، الحرفية السعودية التي كرّست حياتها لحرفة السدو، وهو أحد أقدم الفنون النسيجية في الجزيرة العربية بحركات دقيقة وخبرة امتدت لعقود، تنسج غريبة الخيوط الملونة، لتروي عبرها قصة فن توارثته الأجيال، ولا يزال حاضرًا بقوته وجماله.
بدأت غريبة رحلتها مع السدو منذ طفولتها، حين تعلمت أسراره من والدتها وهي في الثامنة من عمرها، في زمن كانت فيه العائلات البدوية تعتمد عليه لصنع المفروشات. واليوم، بعد عقود من الخبرة، لم تعد غريبة مجرد صانعة سدو، بل باتت مدربة ومعلّمة، تنقل هذا الفن للأجيال القادمة داخل المملكة وخارجها.
لم تبقَ إبداعاتها محصورة في حدود السعودية، فقد حملت السدو إلى العالم من خلال مشاركاتها في معارض دولية في إيطاليا واليونان، حيث أبهرت الزوار بمهارتها ودقتها في الحياكة اليدوية، كما شاركت في فعاليات عربية ودولية مثل «بين ثقافتين» ومعرض «بنان»، وفازت بجائزة في سوق عكاظ تقديرًا لموهبتها وإبداعها في هذا الفن العريق. وثمنت غريبة هلال احتفاء المعهد بالحرفيين والحرفيات بالتزامن مع إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية في المملكة العربية السعودية، وهي خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على الفنون التقليدية وتعزيز دورها في الاقتصاد الإبداعي.
وأكدت أن هذا العام يمثل فرصة ذهبية لنشر حرفة السدو على نطاق أوسع، وتشجيع الأجيال على تعلم هذه الحرفة التي تعد جزءًا من الهوية الثقافية السعودية.