د.نايف الحمد
بعد حالة من الغليان انتابت أنصار الهلال عقب تعرض الفريق لهزيمة غير متوقعة في الجولة الأخيرة من الدور الأول أمام القادسية، عاد الموج الأزرق لطريق الانتصارات، وافتتح الدور الثاني برباعية بيضاء في شباك الأخدود، صالح بها جماهيره الغاضبة؛ متمسكاً بصدارة جدول الترتيب التي أنهى بها الدور الأول بطلاً للشتاء.
أحاديث كثيرة دارت حول مستوى الزعيم الهلالي وتشكيلته وقناعات مدربه حتى ذهب البعض لوصف المدرب جيسوس بالعنيد الذي لا يتراجع عن قناعاته.. لكن الداهية العجوز يعرف جيداً كيف يعود ليغير المشهد كاملاً ويكسب منتقديه من عشاق الهلال بخبرته الكبيرة وإعداده المميز لعناصر الفريق وتوظيف لاعبيه بطريقة مناسبة.
من الواضح جداً ومنذ الموسم الماضي أن الهلال لا يخسر عندما يكون متحفزاً ومستعداً بشكل جيد في أي مباراة يخوضها؛ والسبب في تقديري أنه يتفوق على الجميع محلياً وقارياً وبفوارق واضحة؛ لكن التعثر يأتي عندما يسترخي الفريق أو يتخلى مدربه عن صرامته في أدائه للمباريات، سواءً كان ذلك من خلال تغيير طريقة اللعب أو تكتيك الفريق؛ أو بعدم الزج باللاعبين الأفضل في قائمة المباراة؛ لذا كانت ردة فعل الفريق بعد أي تعثر كبيرة، رغم أن التعثرات لا تكاد تذكر خلال موسمين.
في لقاء الأخدود أظهر الموج الأزرق تعافيه الكامل وقدَّم عرضاً قوياً عاد فيه مدربه الخبير لمستوياته المميزة وزج بثلاثة لاعبين لم نعتد وجودهم في القائمة الأساسية، يتقدمهم النجم الرائع حسان والظهير الطائر الحربي والبرازيلي المنضم حديثاً للفريق كايو سيزار الذي قدَّم أداءً رفيعاً قابلته جماهير الزعيم بالهتاف والتصفيق الحار.
أعتقد أن جيسوس قد استعد تماماً للمرحلة القادمة من الموسم والتي ستشهد مرحلة الحصاد، وسيواصل الفريق تقديم أدائه الكبير حتى يحقق أهدافه، خاصة في ظل اكتمال منظومة الفريق، حيث ستشهد القائمة عودة هداف الفريق ميتروفيتش ووضوح الرؤية للمدرب حيال جاهزية اللاعبين بشكل كبير ما سيجعل الفريق يمضي بثبات في المرحلة الأخطر والأهم من الموسم.
كل المؤشرات تقول إن الهلال يعيش حالة من الاستقرار والتناغم داخل أروقته.. ويبقى دور الجماهير في دعم هذا العمل، خاصة أن روزنامة الفريق مزدحمة فيما تبقى من الموسم؛ ويبقى الزعيم المرشح الأكبر والأوفر حظاً لتحقيق بطولتي الدوري والنخبة الآسيوية.
نقطة آخر السطر
ما يحدث في لجنة الحكام أمر لا يمكن التغاضي عنه! فبعد كارثة الحكم النمساوي الذي تسبب بخسارة الهلال أمام القادسية وإجماع الحكام على غرابة قرار الحكم وعدم وجود مبرر بعدم طرد مدافع القادسية؛ يعيد الحكم الشمراني الأخطاء الكارثية باحتساب ركلة جزاء لصالح الاتحاد غير صحيحة أمام الخلود، ثم يعود لتجاهل ركلة جزاء واضحة للاتحاد في نفس المباراة!
أعتقد أن هذه اللجنة والقائمين عليها قد منحوا المزيد من الفرص، وأن التغيير بات أمراً مُلحّاً لإنقاذ الدوري من هذه الأخطاء.. فهي لم تنجح في تطوير الحكام المحليين، ولم تنجح في اختيار الأجانب، فماذا بقي لها من حسنات؟!