عبدالله إبراهيم الكعيد
في الفاتحة أقول: إن مفردة «الصويغ» في العنوان أعلاه اسم علم يُشير الى الأكاديمي ثم المتحدث باسم وزارة الخارجية والسفير في كندا ووكيل الوزارة والكاتب الدكتور عبدالعزيز بن حسين الصويغ، أما النوافذ فأعني بها عنوان عموده الصحافي في صحيفة المدينة، وفيما كتب ويكتب لاحقا في منصات السوشيال ميديا أو كما يحلو للبعض تسميتها بالإعلام الجديد بالرغم من أن الصويغ وكاتب هذه السطور قد اقتحمنا تلك المنصات حتى وإن تم تفصيل ذلك الاعلام على مقاس جيل (z) أي أولئك الذين ولدوا ما بين أعوام 1996 و2010.
صاحبي السفير وأنا (وليسمح لي) بأن أفشي سراً عن أعمارنا فنحن من جيل لم نعرف التلفزيون أصلا في طفولتنا إذ افتتح التلفزيون في بلادنا عام 1965وعليكم الحسبة.
كنت أقرأ للصويغ في جريدة المدينة وقبلها كنت أُتابع برنامجه السياسي المتفرّد حينها في القناة الأولى باسم « نافذة على الأحداث «. صحيح أنني كنت أهاتفه ويهاتفني حتى تقابلنا مؤخرا وجها لوجه في القاهرة للمشاركة في ندوة بدار متون المثقف للنشر والتوزيع عن هموم المؤلف والناشر.
أما لماذا أكتب عن الدكتور السفير أو السفير الدكتور فهو تعقيبه على ما كتبته هنا في الأسبوع الفارط بعنوان «السعي وراء نزع النظارة الثقافية» وقد نشر رأيه في حسابه على منصة الفيس بوك. الملفت للانتباه قوله حول إجبار كل أفراد المجتمع برأي واحد وثقافة واحدة كما تفعل أسلحة الدمار الشامل، بل انه وصف ذلك النهج بـــ»سلاح الرأي الشامل» اذ يراه أخطر من سلاح الدمار الشامل؛ فالسلاح حسب رؤية الصويّغ يمكن أن يقتل ألفا أو مئة ألف أو حتى مليون إنسان، لكن سلاح الرأي الشامل يهدد عقول ملايين البشر.
أشار السفير بدبلوماسيته المعهودة عمّا كتبت، ولكن بطريقته التي لا يتقنها غير عبدالعزيز الصويّغ فقال بالنص: «ما يناسب الغرب البعيد قطعاً لن يناسب الشرق مهد الحضارات والرسالات ليس هذا فقط، بل وحتى في مجتمعات الشرق هنالك اختلاف بين شعوبها.
حتى لا يكون لاستشهادي بما كتب السفير في صفحته غامضا كنت قد سألت قبل خاتمة مقالي سالف الذكر عن اعتقاد من ينادون بقبول ثقافات العالم أن مقاومة البعض الاندماج بثقافة الغير يعتبر رفضا للعولمة التي تسعى لإلغاء وطمس الهويات المحلية وفرض ثقافة القوي بهيمنته العسكرية والاقتصادية وحتى الإعلامية سعيا وراء السيطرة فكرياً وثقافيا على الشعوب الأخرى؟
لن أضع نقطة في آخر سطر حكاية اليوم دون تقديم الشكر لسعادة السفير الدكتور عبدالعزيز بن حسين الصويغ على تلك الإضافة القيّمة لما كتبت في قافلة مضت بكل حمولاتها.