منال الحصيني
ماذا لو أخبرتك أن هناك مكعباً في أُحجية الحياة مفقود، وعليك أن تسعى جاهداً لتجده.
هب أن ذلك المكعب بمثابة اتخاذ قرارات حاسمة في حياتك مكثت دهراً تقلبها عن اليمين وعن الشمال عزين، اجمع صواب فِكرك واهطع بقرارك فالحياة تؤخذ غِلاباً، ثم إن الحسم في بتّ الأمور إن رافقه سعي أضحى حُلماً. ساقه القدر انبجس مع تنفُس صُبح الحياة.
ثم إن لكل صانعاً قدره، فكما هو معلوم أن - القدر هو تعلق الإرادة الذاتية بالأشياء في أوقاتها الخاصة، فتعلق كل حال من أحوال الأعيان بزمانٍ معين وسبب معين عبارة عن القدر، وهو خروج الممكنات من العدم إلى الوجود واحد بعد الآخر مطابقاً للقضاء والقضاء في الأزل والقدر فيما لايزال -.
ومن صور فلسفة الحياة الضمنية هو السعي، ولن يحصل ذلك دون اتخاذ قرار للمسير قُدماً نحو ما تصبو إليه، فالوجود مفهوم عميق يسير وفق تناغم كوني محكم الدقة.
واعلم أن كل ما في الكون مسخر لك، فقط (اتخذ القرار) وستنبهر بسريان تدفق الحياة، حتى وإن تلاطمت بأرصفة الحياة حتما ستكون إحداها هي منفذ الطريق الصحيح لك.
هنا ستعلم يقيناً بعد ذلك أن الأقدار سِيقت إليك، (وآتاكم من كل ما سألتموه)، تأملها جيداً وكن واعياً لمفهومها العميق.