هياء الدكان
ترويع الأطفال أو ابتزاز مشاعرهم وتصوير ردود أفعالهم ونقلها وتناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي ما تلبث إلا أن تشيع أي شيء وكل شيء خاصة ما زاد عن الحد وكان في الضد في سوء الأدب أو البعيد كل البعد عن الجد!
آلام يومية وصور مؤسفة يتناقلها الناس إما منوهين أو معجبين أو غير ذلك مما يؤسف في كثير منه ولا يحصل أي فائدة خاصة أو عامة على الطفل نفسه!
فذاك يخرج طفله مبتذلا متسخ الشعر أو اللباس أو طفلته حتى يشتهرا ثم يبدأ يرتبهم وغيره كثير بأحوال مختلفة، وذاك يصور روعة طفل ومقلبا معه، وآخر يبكي من موقف حدث له، وهو في قمة تأثره تلتقط له المشاهد ومشاهد تلو أخرى تزيد المشاهدات إلى الآلاف بل إلى الملايين ودواها طبعاً تركها وعدم التعليق ولا التفضيل للتخلص ثلاث عبارات تأمر المشاهد بشارك علق فضل؟!! فأي هدف يرجى من ورائه وأي مفسدة ستنشر من خلال تداول أمثال تلك اللقطات المعبرة عن حزن طفل وانكساره أو مذلته أو بكائه وروعته!!!! من إذا كان الوالد أو المربي لا يعي دوره الحقيقي أو لا يعرفه، فما دور المشاهدين والمشاهدات لا تقول أعلق أو أنبهه طيب ومن ثم؟! ماذا بعد؟ ستزيد عدد المشاهدات والطفل الضحية؟!
فأين دور المسؤول؟!!
قبل أيام رأينا أو تناقلت وسائل الإعلام خبر أن من يصور شخصا دون إذنه عليه كذا عقوبة؟! طيب آمنا بالله والطفل إذا تم تصويره لنفترض بإذنه هل هو يعرف مصلحة من وراء تصويره أو توثيق مشهد له هل سيوافق عليه إذا بلغ رشده وتم وعيه، هل هو مستفيد إذاً من المسؤول عن حمايته الآن من أذية تصويره في مشاهد متعددة أياً كانت نية المصور حتى في المشاهد الإعلانية أياً كان هدفها هل من أدلة وحقوق وبيان يوقع عليه المسؤول عن الطفل وضوابط حول تصويره تم إعدادها واعتمادها من أهل الاختصاص والرأي والمشورة والمسؤولين وأهل العلم والفتوى في ذلك؟ كما أنها تحرمهم المتعة البريئة التلقائية والعيش بسلام في طفولة هادئة.
إنها أمور بدأت تتوسع بعد التسلل شيئاً فشيئاً دون وعي أو رادع يوقف ألم الطفل اليوم أو حسرته غداً، وألمنا نحن من مشاهدين من اعتراض مثل هذه المشاهد وظهورها في أعلى المشاهدات في مواقع التواصل سواء بحثت عنها أم لا بل يقذفها المتداولون في دربك بسبب ارتفاع عدد المشاهدات فما العمل ومن يوقف هذا الاشمئزاز في مواقع التواصل؟!!