د. عيسى محمد العميري
لطالما كان الدعم الخليجي للبنان ملموساً ومشهوداً له منذ عقود طويلة ومنذ بداية العلاقات الخليجية بالتوسع في التواصل مع أشقائها في الوطن العربي. وعوداً على موضوع الدعم نقول إن الدعم الذي بدأ مؤخراً وخاصة بعد بدء استقرار الأوضاع الداخلية في لبنان، بدءاً من وقف إطلاق النار قبل شهرين تقريباً، وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وبدء تكليف الرئيس الجديد لرئيس الوزراء لتشكيل حكومة جديدة وانطلاق عجلة السلام والبناء.
في هذا الصدد فقد ظهر الدعم الخليجي بشكل عام للبنان واضحاً وجلياً ومشكورين عليه في البادرة التي استهلها المعنيون في دول مجلس التعاون الخليج ومن خلال الزيارات التي قام بها المسئولون في دول الخليج وعلى أعلى المستويات. ويأتي تأكيد أولئك المسؤولين التزام دول مجلس التعاون الخليجي بدعم لبنان واستقراره ووحدة أراضيه والتشديد على تطبيق القرار 1701 لضمان الاستقرار ووقف الاعتداءات الإسرائيلية. كما أن تشديد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، معالي الأستاذ جاسم البديوي، على أن الإصلاحات المطلوبة والبرامج الموصى بها دولياً هي الطريق الصحيح للنهوض بلبنا». كما أكد معاليه دعم دول مجلس التعاون الخليجي لكل ما يُعزز أمن لبنان وازدهاره، والذي يرتبط مع لبنان بعلاقات تاريخية متينة. كما أن دول مجلس التعاون الخليج تؤمن بضرورة تنفيذ الإصلاحات الضرورية، في لبنان وتطبيق قرارات مجلس الأمن، ذات الصلة. إضافة إلى احترام بنود اتفاق الطائف لضمان استقرار البلاد. وكل ذلك يأتي في تأكيد ثوابت دول مجلس التعاون لجهة دعم لبنان وسيادته، وعدم التدخل في شؤونه والتنسيق مع الدول الإقليمية والدولية لدعمه. من ناحية أخرى نقول إن رغبة دول مجلس التعاون الخليجي تؤكد التوجه لمساعدة لبنان فيما يخصّ مشاريع التنمية الاقتصادية، بعد تحقيق الإصلاحات المنشودة، وفي السياق ذاته فإن الدعم الخليجي يعبر عن توجه لإعداد برنامج خليجي للبنان بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية الجديدة سعياً منها وحرصها على استقرار لبنان بالدرجة الأولى. وهو أمر كما أسلفنا أنه يهم دول الخليج العربي لعودة المشاركة العربية للبنان بعيداً عن الظروف التي عانى منها هذا البلد. ويأتي دعم الخليج للبنان تعبيراً مهماً عن الرغبة لمساعدة هذا البلد على النهوض لمواكبة المرحلة المستقبلية القادمة التي تتطلب شحذ كل الجهود والبدء في إعمار هذا البلد جراء الاعتداءات التي تعرض لها. والله الموفق.
**
- كاتب كويتي