سلطان مصلح مسلط الحارثي
في البداية لا بد أن نؤكِّد على أن الأستاذ فهد بن نافل رئيس نادي الهلال، لو لم يحظ بثقة رجالات الهلال، وعلى رأسهم الداعم الأمير الوليد بن طلال، لما استمر لمدة ستة مواسم، ولو كان فيه ضعف أو يتنازل عن جزء يسير من حقوق نادي الهلال، لخرج من أول موسم، فكرسي رئاسة نادٍ مثل الهلال، ثمنه غال، وابن نافل دفع ثمنه، وسجل نجاحات باهرة وغير مسبوقة ليس على مستوى الهلال فقط، إنما على مستوى الرياضة السعودية.
الشواهد على قوة ابن نافل كثيرة، وهنا سنستشهد بشاهدين حدثا مع جماهير الهلال، القوة التي استطاعت أن تُبعد رؤساء ومدربين ولاعبين، لم يقدِّموا للهلال شيئاً، فكان الجمهور لهم بالمرصاد، ولكن ابن نافل استطاع أن يواجههم ويكسب.
الشاهد الأول: قضية استمرار اللاعب الإماراتي عموري، الذي كان في بداية رئاسة ابن نافل، حيث وجد أمامه هذا الملف الشائك، فالتقارير الطبية تؤكد عدم جاهزيته، وتوصي بعدم استمراره، ولكن 90 % من جمهور الهلال كان يطالب باستمراره، وضغطوا في هذا الاتجاه، ولكن ابن نافل رغم أنه لم يمض شهراً في رئاسة نادي الهلال اتخذ القرار الذي يصب في مصلحة ناديه، ولو كان يبحث عن مصلحة شخصية، أو أنه هش وضعيف، لاستمع لرأي الجمهور وضغوطاته التي حاصرته من كل اتجاه، ولكان العذر معه، فهو لا يملك الخبرة الكافية، إلا أنه ترك جميع الآراء العاطفية، واستمر في تطبيق منهجيته، لمصلحة ناديه، وإن غضب الجمهور وقتها، إلا أنه بنهاية الموسم شكر ابن نافل، على ما حقق من نجاحات، بعد تحقيق دوري أبطال آسيا، تلك البطولة التي ابتعدت عن الهلال عدة سنوات، وتحقيق لقب الدوري، واللعب في العالمية.
الشاهد الثاني على قوة ابن نافل، في بداية الموسم الماضي، لم تكن نتائج فريق الهلال بقيادة مدربه جيسوس بحسب المتوقع والمأمول، ساعد على ذلك من وجهة نظر الجمهور، التعاقد مع لاعبين لم يكن يعرفهم الكثير، بينما في بقية الأندية، كانت الأسماء كبيرة وشهيرة، فالاتحاد تعاقد مع بنزيما وكانتي وفابينهو، والنصر تعاقد مع رونالدو وماني وبيروزفيتش، والأهلي تعاقد مع محرز وفيرمنهو وميندي، وحينما كان أداء الهلال متذبذباً، كان الجمهور ينادي بإقالة جيسوس، وظل عدة أسابيع يصر على هذا الموضوع، حتى كتب ابن نافل تغريدة تمسك فيها بمدربه، وطالب بدعمه، ليحصد بنهاية الموسم، جميع البطولات المحلية، دون أي خسارة، وبرقم قياسي عالمي، من حيث عدد الانتصارات المتتالية، ويحصد جائزة «غينس» للأرقام القياسية.
هذان الشاهدان من الداخل الهلالي، وقوة الجمهور الهلالي وتأثيره لا يمكن الاستهانة بها، وعلى الرغم من ذلك، استطاع ابن نافل أن يكون صاحب قرار، ويواجه جمهور ناديه، وهذا دون أدنى شك، يعتبر قوة.
أما قوته في حفظ حقوق الهلال من الخارج، فالمشكلة هنا أن العاملين في نادي الهلال يعملون في الغالب بصمت مطبق، وربما هذا المأخذ عليهم من قبل الإعلام والجمهور، ولكن ابن نافل دون حقوق ناديه لا يتهاون ولا يتوانى في الدفاع عنها، ومن الأمور المكشوفة للوسط الرياضي، حديثه عن ضعف اتحاد الكرة، في أحد لقاءاته، حيث سُئل عن توثيق البطولات، فقال: (مرجعي خائف)، ولو كان ابن نافل يراعي مصالحه الشخصية، أو يجامل ويحابي، أو هشاً وضعيفاً، لما تجرأ وقال تلك الكلمة التي أثارت اتحاد الكرة، فهذا الملف كان الحديث عنه محظوراً، وظل للنسيان عقوداً طويلة.
وفي الكواليس التي لا يعلم عنها الجمهور الهلالي، استشهد هنا بمثالين فقط، فالهلال سبق وأن اجتمع مع لجنة الحكام أكثر من مرة، بعد تكرار الأخطاء التحكيمية، وطالبهم بإحضار حكام النخبة، وفي اجتماع اتحاد الكرة ولجنة الحكام مع الأندية قبل ما يقارب الشهرين، طالب مندوب الهلال أمام الجميع، لجنة الحكام بجلب حكام النخبة لإدارة مباريات الدوري السعودي، كما كان هذا الطلب الهلالي حاضراً في كل مرة يتحدثون فيها مع لجنة الحكام واتحاد الكرة، رغم أن اللجنة تحاول أن يكون للحكم السعودي موطئ قدم في بعض مباريات الهلال، ولكن الجانب الهلالي يرفض هذا بكل قوة.
تلك بعض الشواهد التي تدل على قوة فهد بن نافل، وحضوره القوي والفعَّال في مواجهة أي مسؤول رياضي لديه حق للهلال.
بقي أن نقول: فهد بن نافل قبل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة، كان ينوي الرحيل، بعد أن حقق إنجازات عظيمة وغير مسبوقة، ختمها في آخر سنة من فترته الأولى بتحقيق «الوصافة العالمية»، ولكنه تحت ضغوط رجالات الهلال استمر، وقد كان استمراره يعني للهلال الكثير، فمرحلة الاستحواذ كانت صعبة للغاية، بل معقدة وشائكة، ومسؤولو الأندية كان ينقصهم بعض المعلومات، وعلى الرغم من ذلك، راعى ابن نافل مرة أخرى مصلحة الهلال على مصلحته الشخصية، واستمر في هذه المرحلة التي كان فيها النجاح غير مضمون، وكان بإمكان ابن نافل أن يترك كرسي رئاسة الهلال وهو في قمة النجاح، إلا أن استمراره يُحسب له، ويجب على الهلاليين أن لا يغفلوها.
وبحق هو أعظم رؤساء نادي الهلال من ناحية البطولات والإنجازات، فابن نافل بعيد كل البعد عن الإعلام، وهذا ما يضايق الإعلاميين والجماهير، التي تطالبه بالحضور والتحدث، ولكنه يأبى إلا الاستمرار في صمته، والعمل، والأهم هنا هو النجاح سواء تحدث أو صمت، فكم من رؤساء أندية يتحدثون ويظهرون إعلامياً، ولكنهم فاشلون! بينما الهلال في فترة رئاسة ابن نافل، صمت طويلاً، وتحدث قليلاً، ولكنه نجح بكل اقتدار، حتى شهد بنجاحاته العالم الكروي، وعلى رأسهم رئيس أعلى سلطة رياضية في العالم «فيفا»، والذي أشاد بفريق الهلال بعد مباراته مع فريق تشيلسي في كأس أندية العالم 2021، وتغنى به في موقعه الرسمي طويلاً، بعد تحقيقه لقب وصيف العالم في كأس العالم للأندية 2022 .
أما ساعده الأيمن، ورجل المرحلة الصعبة، الكابتن فهد المفرج، فيكفيه الشهادات الصادرة بحقه من قبل رجالات الهلال، ومن كل الإدارات التي عمل معها بدءاً من إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وحتى اليوم، كما يكفيه شهادة اللاعبين الأجانب والمحليين الذين أثنوا عليه، وأعطوه حقه، وهؤلاء هم الأقرب لمعرفة عمل المفرج وتقييمه بالشكل الصحيح.
تحت السطر
- ما حدث من حكم مباراة الاتحاد والخلود وحكم الفار معيب وفضيحة بحق التحكيم السعودي، ولا يُلام مدرب فريق الخلود ابن زكري على ردة فعله وغضبه من التحكيم الذي سلب فريقه نتيجة المباراة.
- في كل مرة يفشل الحكم ماجد الشمراني، ويسلب حقوق أندية بأخطاء تحكيمية فادحة، ولا يجد من يحاسبه، وذات الأمر ينطبق على الحكم منزوع الدولية سامي الجريس، فكيف يتطور التحكيم السعودي، وحكامه بكل هذه الأخطاء الكوارثية؟
- فجأة أصبح المال المحدود بلا حدود.
- إعلان «فيفا» لقائمة الأندية العربية الأكثر دعماً، والذي تصدره نادي الاتحاد، كشف المدلسين الذين يحاولون التغطية على فشل أنديتهم.
- العبث في توثيق البطولات يجب أن يتصدى له الجميع، فلا تصفيات المناطق بطولات، ولا كأس الملك كان دورياً.