د.عبدالعزيز بن سعود العمر
يكاد يجمع التربويون على أنه لا شيء ينخر في جسد التعليم مثل تكرار تغيب الطلاب عن مدارسهم، لقد تبين لي من خلال ملاحظاتي، ومن خلال تواصلي مع بعض أقاربي (ولا أقول من خلال البحث العلمي) أن تغيب بعض طلابنا يكاد أن يصل اليوم إلى مستويات مزعجة، وهو ما دفعني إلى الكتابة عن هذا الموضوع أكثر من مرة لكن دعونا نطرح السؤال التالي: ما الذي يمكن أن ينتج عن تكرار تغيب الطلاب عن مدارسهم دون مبرر منطقي؟، إليك طرفا من القصة.
تغيب الطالب عن مدرسته يتسبب في ما يلي:
1 - يقل وقت الطالب المخصص للتعلم، مما يولد لديه فجوة فيما يفترض أن يكون قد اكتسبه من معرفة، وبالتالي سوف يصعب عليه اللحاق بزملائه (هذا إذا افترضنا أن المعلم يشرح درسا جديدا إذا انخفض عدد الطلاب الحاضرين).
2 - الطلاب الذين يتغيبون يكشفون في الأغلب عن تدني واضح في تحصيلهم العلمي (مثبت بحثيا).
3 - تغيب الطلاب يربك مخطط عمل المعلمين، بل يسبب لهم ضغطا مهنيا.
4 - يشترك الطلاب في الأغلب في عمل جماعي، ويتعطل هذا العمل الجماعي بتغيب أحد طلاب المجموعة.
5 - في بعض الدول تخصص مؤسسة التعليم دعما ماديا للمدارس، وهذا الدعم ينخفض بغياب الطلاب (هنا ما عندنا مشكلة).
عموما تؤكد الدراسات أن هناك ارتباطا شديدا بين تغيب الطلاب واحتمال تركهم المدرسة أو فشلهم.
أخيرا أرجو أن تكلف وزارة التعليم فريقا محترفا بجس ظاهرة تغيب الطلاب، ومن عرض النتائج على كل المهتمين بالشأن التعليمي (Stakeholders).