سليمان الجعيلان
هل من المقبول أو المعقول أن يعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم في 11 يناير 2023 عن بداية مشروع يؤرخ الأحداث التاريخية لكرة القدم السعودية بالتعاون مع الفيفا، وتحت إشراف الجمعية العمومية، ليكون مرجعاً لكافة الرياضيين، ويظل هذا المشروع عامين حبيس الاجتماعات الطويلة واللقاءات الجانبية دون إصدار قرارات جادة وجريئة تحسم موضوع توثيق البطولات؟!.
وهل من المقبول أو المعقول أن يعتمد الاتحاد السعودي تشكيل لجنة من ممثلي الأندية ليقدم كل نادٍ أرقام بطولاته، ويكون إضافة وحسم عدد البطولات وأحقية كل نادٍ عبر التصويت من قبل أعضاء الجمعية العمومية دون الاستناد أو الاعتماد على معايير أو مقاييس محددة ومنظمة يتم من خلالها احتساب عدد بطولات الأندية، ويستمر الجدل بين هؤلاء الأعضاء على حساب مشروع توثيق تاريخ رياضة كرة القدم السعودية الذي يفترض حسمه دون تأجيل أو تأخير؟!.
وهل من المقبول أو المعقول أن يتفق ويقر فريق مشروع توثيق البطولات على ضوابط ومعايير معلنة ومتبعة في توثيق بطولات الأندية ويبدأ عمل الفريق في إطار هذه الضوابط والمعايير، ثم ينقلب عليها بعض الأعضاء الذين يريدون ويسعون لخلق واختلاق قضايا هامشية، الهدف منها استمرار هذه العشوائية في تدقيق بطولات وتوثيق إنجازات الأندية، وأن يظل تاريخ الرياضة السعودية رهينة للخائفين وغير الواثقين من بطولاتهم وإنجازاتهم؟!.
وأخيراً، هل من المقبول أو المعقول أن يواصل الاتحاد السعودي فشله في التحدي والتصدي للأمية الرياضية والتي تحاول بعض الأندية فرضها على الرياضة السعودية من خلال تعزيز وتكريس مزاد وحراج البطولات، وبالتالي إسقاط مشروع توثيق تاريخ رياضة كرة القدم السعودية والذي تتطلبه بل وتفرضه المرحلة الحالية في أهمية توفر وتوفير قاعدة بيانات وإحصاءات حقيقية ودقيقة في توثيق تاريخ الرياضة السعودية بعيداً عن المزايدات والزيادات في بطولات وإنجازات بعض الأندية؟!.
وعلى كل حال، قد يستغرب أو يتعجب البعض أن هذا المشروع، وأعني مشروع توثيق تاريخ رياضة كرة القدم السعودية، هو رقم 3 الذي تتبنى المؤسسة الرياضية الرسمية تدوين ألقابه وتوثيق أرقامه في الـ(10) السنوات الأخيرة، وأنه قد فشل في الصمود في المرة الأولى والثانية، تارة بتعليقه وتارة أخرى بإغلاقه من المؤسسة الرياضية نفسها، بسبب الخضوع والخنوع لضجيج بعض الأندية على الرغم من أهميته في حفظ تاريخ الرياضة السعودية، وفي جذب العقود الاستثمارية، ولذلك من المعيب والمؤسف أن يصبح مشروع توثيق تاريخ رياضة كرة القدم السعودية مجرد رقم وحبر على ورق للمرة الثالثة، بل من المهين والمشين أن يسقط ويتهاوى للمرة الثالثة أمام ضجيج العابثين والمتلاعبين بصورة وسمعة الرياضة السعودية!.