د.عبدالعزيز الجار الله
إعلان الرئيس الأمريكي ترامب في 4 فبراير 2025 التهجير الدائم لسكان غزة عدد مليون ونصف المليون فلسطيني إلى دول عربية وأجنبية وتحويل شواطئ غزة إلى استثمارات لصالح شركات إسرائيلية وأمريكية لتكون ريفييرا الفرنسية في البحر الأبيض المتوسط في الشرق الأوسط، يعد إعلانا لتصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حل الدولتين، وتمهيد لتقليص أراضي الضفة الغربية وقضم و(تسوية) مربعات المخيمات الفلسطينية بالأرض ثم انتزاعها من أراضي الضفة، هذا الإعلان له جذور تاريخية أمريكية - أوروبية.
ففي العودة التاريخية لبداية الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) كان تكتل التحالف يضم فرنسا وبولندا وبريطانيا، ثم انضمت إليها دول الكومنولث البريطاني، (أستراليا، كندا، الهند، نيوزيلندا وجنوب إفريقيا). ظل الاتحاد السوفييتي (روسيا) على الحياد، وفي يونيو 1941 انضم السوفييت إلى التحالف، ثم انضمت اليونان إلى الحلفاء، في عام 1940 قدمت الولايات المتحدة العتاد الحربي والمال طوال الوقت
واعتبارا من عام 1942 سيطر قادة الدول الثلاث الكبار (المملكة المتحدة والاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة) على سياسة الحلفاء. وكانت الصين في حالة حرب مع اليابان منذ عام 1937، لكنها انضمت رسميا إلى الحلفاء في عام 1941. أما دول المحور الطرف الآخر للحرب فهي: ألمانيا وإيطاليا واليابان.
هذه دول الحلفاء والمحور وبخاصة: بريطانيا وفرنسا وأمريكا أسهمت مساهمة فعالة في قيام دولة إسرائيل عام 1948 وقدمت لها السلاح والقوات والخطط والخرائط والمعلومات والموقف الدبلوماسي، وشاركت بريطانيا وفرنسا إسرائيل في العدوان الثلاثي عام 1956 على مصر، ومدت أمريكا وبريطانيا وفرنسا الجسر الجوي بالسلاح والقوات والمعلومات في حربي 1967 و1973 لإسرائيل.
وأيضا هذه الدول الحلفاء والمحور هي أول من اعترف بإسرائيل عند إعلانها عام 1948 بما في ذلك الصين وروسيا الدول الخمس العظمى في مجلس الأمن.
وهي كذلك دول التحالف والمحور: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان هي نفسها من مد إسرائيل بالسلاح والقوات والخبراء والمواقف الدولية لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، فالأمر لم يتغير من حرب 48 وحتى حرب أكتوبر 2023 على غزة. نفس الدعم العسكري والسياسي باستثناء الموقف الروسي بسبب حرب أوكرانيا فبراير 2022، والموقف الصيني بسبب الحرب الاقتصادية والسياسية مع أمريكا.
أما عن إعلان الرئيس الأمريكي ترامب في 4 فبراير 2025 التهجير القصري لسكان غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى تهجير دائم والسيطرة على غزة ومنح المزيد من أراضي الضفة الغربية لصالح إسرائيل، فالأمر يجد حاليا معارضة والتمسك بحل الدولتين من دول الحلفاء والمحور لكن حلول أخرى سلبية ستأتي إذا لم يخرج العرب بموقف قوي وثابت من الدعوة الأمريكية من تصفية القضية الفلسطينية.