علي محمد إبراهيم الربدي
فوجئ سكان منطقة القصيم بخبر وفاة رجل الأخلاق والأعمال الوجيه إبراهيم موسى الزويد بمدينة الرياض على أثر سكتة قلبية.
الوجيه إبراهيم الزويد أبوعبدالله من مواليد مدينة بريدة، قد تكون ولادته عام 1379هـ تزيد أو تنقص سنة أو سنتين، ففي زمن ولادته لم يكن هناك اهتمام بتسجيل المواليد.
بدأ الوجيه إبراهيم الزويد دراسته بمدرسة تحفيظ القرآن، أول مدرسة تفتح لتحفيظ القرآن بمدينة بريدة عام 1384هـ، ولكنه لم يستمر فيها وانتقل بعد ثلاث سنوات للدراسة بمدرسة العجيبة الابتدائية التي سميت فيما بعد بمدرسة الإمام أحمد بن حنبل، ثم أعيد إليها اسمها الأول ( العجيبة) ولا زالت تعرف بهذا الاسم إلى يومنا هذا، وتسميتها بهذا الاسم نسبة إلى الحي التي فتحت فيه عام 1374هـ حي العجيبة.
بعد حصوله على شهادة المرحلة الابتدائية رحل لمدينة الرياض وواصل تعليمه هناك وصار يتنقل ما بين بريدة والرياض. وبعد حصوله على شهادة الكفاءة المتوسطة ترك الدراسة وأخذ يزاول التجارة في سن مبكرة من عمره، ووفق فيها حتى أنه أصبح من رجال المال والأعمال الذين يشار إليهم بالبنان.
بدأ أبوعبدالله مزاولة التجارة ما بين الرياض وبريدة يبيع ويشتري بالعقارات، وفتح المؤسسات والمكاتب الخاصة وصار يتاجر بالعقارات ويعمل بالمقاولات ما بين الرياض وبريدة، بدأها بتعمير السوق والمحلات التجارية التي عرفت بأسواق الغد ونجحت كأول مجمع لأسواق تجارية بيع الكثير منها على المخطط ولا تزال حتى الآن تعتبر واحدة من أهم المجمعات التجارية التي يمتلكها بمنطقة القصيم.
توسع المرحوم بالأعمال التجارية ولم يقتصر على سوق العقارات بل توجه للاستثمار بالتعليم، ويعتبر أول رجل أعمال بمنطقة القصيم يفتح مدارس أهلية بالمنطقة فكان المالك الأول لمدارس الغد الأهلية التي فتحت بمدينة بريدة عام 1408هـ خرجت أجيالاً كثيرة من الطلاب خدموا دينهم ومليكهم ووطنهم منهم الدكتور والطبيب والمهندس والمعلم.. الخ.
الشيخ إبراهيم الزويد أول من فكر واستثمر بالمجال الصحي بمنطقة القصيم، فكان أول رجل أعمال يفتح معهداً صحياً بمدينة بريدة كان ذلك عام 1412هـ أي بعد حرب الخليج وتحرير الكويت 1411هـ، خرَّج رجال تمريض عملوا بالمستشفيات الحكومية والأهلية وقدموا الخدمات لدينهم ومليكهم وأهليهم.
الشيخ إبراهيم من رجال مدينة بريدة المعروفين والمعتمدين ومن وجهاء منطقة القصيم الذين قدموا التبرعات والمساعدات، وساهموا بالمشاريع الخيرية والإنسانية خالصة لوجه الله، ويكفيه رحمه الله الذكر الطيب والثناء العطر من أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل الذى قدم التعازي لأبنائه في منزله بحي المنتزه بمدينة بريدة مغرب يوم الأحد 26-7-1446هـ.
وأنا أتذكر والله شاهد على ما أقول، فحينما عزم رجال بريدة السفر إلى العاصمة الرياض لتهنئة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - بعد ما صدر مرسوم ملكي بتعيينه ولياً للعهد، تكفل - رحمه الله - بتأمين السيارات التي تحمل المهنئين من القصيم إلى الرياض وحجز لهم الغرف والسكن بفندق الهلتون بالرياض على حسابه الخاص.
قضى أبو عبدالله الزويد حياته متنقلاً ما بين بريدة والرياض يملك سكناً بالرياض وآخر بمدينة بريدة، يتاجر ويعمل ما بين المدينتين بالمشاريع التجارية ويقدم الخدمات الإنسانية، وحوّل المؤسسات التي يملكها إلى شركة يملكها هو وأبناؤه، وأطلق عليها شركة إبراهيم الزويد وأولاده القابضة (زويدكو).
قَدِمَت أسرته (أسرة الزويد) التي ينتمى إليها الشيخ إبراهيم من بلدة الزلفي وأسرة الشيخ صالح الخريصي في وقت واحد عام واحد لمدينة بريدة واستقروا بها قبل عام 1330هـ وسكنوا حي العجيبة واشتهروا بالعلم والتجارة.
اتصف الشيخ إبراهيم الزويد أبوعبدالله بصفات حميدة وتخلق بأخلاق عظيمة، محبوب عند الناس كريم بطبعه يعطى بلا منة، ويجود بماله وما ملكت يمينه فلا يمكن أن يرد سائله، وعليه ينطبق قول الشاعر:
تراهُ إذا ما جئته متهللاً
كأنك تُعطيه الذي أنتْ سائلهُ
ولد بمدينة بريدة كما ذكرنا وتوفي بمدينة الرياض، ودفن بعد الصلاة عليه بعد صلاة العصر بمقبرة شمال الرياض يوم الخميس 23-7-1446هـ.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن لا يحرمه شفاعة نبيه إنه سميع مجيب.
عزاؤنا لأبنائه وبناته وجميع أفراد أسرته خاصة ولأهل القصيم عامة، وصلاة ربي على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.