د. عيسى محمد العميري
رحمك الله.. يا فقيد العلم والاقتصاد.. الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، تلك الشخصية السعودية العامة من وسط الشعب عميد العلم وأحد أعمدته المهمة، ولد ونشأ في مدينة الرياض، يُعتبر من مواليد القرن العشرين، رحل عن عالمنا ولكن روحه وبصماته باقية فينا وفي قلب كل خليجي. وقد صدمنا بهذا الفقد الذي تفاجأنا به. طيب الله ثراه.. ولقد كان للراحل سمعة طيبة على الصعيد العمل بالقطاع الخاص حيث أبلى البلاء الحسن الذي أسهم بشكل فعال وواضح في الاقتصاد بالمملكة، ويذكر أن لديه سمعة طيبة وسط الناس، فكان الجميع يهتف باسمه في أعلي رايات التقدير والعمل والجهد والإخلاص.
كما أنه من ناحية أخرى قد كان رمزاً مهماً للتفاني والحث على الأمل في أي نشاط تربوي أو تعليمي قد يقدم عليه كل مهتم بهذا المجال. وإن جاز لنا الحديث عن الإنجازات التي حققها خلال حياته العملية نجد أنه استكمل مسيرة من المؤسسين الأوائل والرعيل الأول في المملكة فاستكمل مسيرة التعليم والعلم وكان مشجعاً مهماً على هذا الصعيد، وأسس صرحاً مهماً على صعيد المملكة العربية السعودية تمثل في تأسيس جامعة الأمير محمد بن فهد قبل ما يقارب من العشرين عاماً.
هذا الكيان العلمي الذي أسهم في تخريج العديد الطلبة والخريجين الذي انطلقوا من الحياة النظرية إلى الحياة العملية متسلحين بعلمهم ودراستهم. فساهم بتلك المسيرة في تعزيز المنظومة التعليمية وكانت له أهمية كبرى كما أسلفنا من خلال حياته العملية ومسيرته فيها.
رحم الله الفقيد الذي قضى عمره في الاقتصاد والعلم، والتفاني فيه حتى أصبح مثالاً وقدوة لكل الطامحين في هذا المجال منذ عقود ماضية الذي سعى من خلال سير الرعيل الأول في هذا الطريق.. فأصبح الفقيد واحداً من أهم أولئك. رجال الرعيل الأول.
وعلى صعيد آخر وفي هذا الصدد لابد لنا من الإشادة والتنويه بشكل كبير ولافت إلى ما قام به الفقيد إبان أزمة غزو الكويت في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان له مواقف مشرفة تجاه أبناء الكويت وقادتها في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكويت. كان فيها رجلاً حقيقيا بمعنى الكلمة تجاه إخوة له تعرضوا لنائبة من نوائب الدهر.
نقدم تعازينا القلبية الحارة للشعب السعودي الشقيق للمغفور له تغمده الله بواسع رحمته، وألهم أهله الصبر والسلوان، و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
**
- كاتب كويتي