رسيني الرسيني
لم تكتفِ المملكة باستضافة وجلب المناسبات العالمية المعروفة فقط، وإنما استطاعت صناعة الأحداث وجعلها عالمية كمؤتمر ليب الذي عُقد بنسخته الرابعة في مَلهم شمال مدينة الرياض.
مؤتمر مُلهم يهدف لتعزيز مكانة المملكة في الابتكار التقني والذكاء الاصطناعي بتنظيم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وعدد من الجهات المحلية والعالمية، بجهود جعلت المؤتمر أضخم تجمع تقني في العالم، حيث زاد عدد حضور المؤتمر على 215 ألف زائر في نسخة العام الماضي.
أقيمت النسخة الأولى من المؤتمر في عام 2022م تحت شعار «عين على المستقبل» بمشاركة 350 متحدثًا محليًا ودوليًا في جلسات عديدة نوقش خلالها الاقتصاد الرقمي، وإنترنت الأشياء وغيرها من المواضيع المتصلة بمستقبل التقنية. كما دشن برنامج المحتوى الرقمي بميزانية تفوق 4 مليارات ريال بهدف تنظيم وتفعيل أسواق المحتوى الرقمي في المملكة، من خلال دعم القطاع الخاص بالتشريعات الملائمة والتشجيع على الابتكار، بالإضافة إلى مبادرات تمويلية وإنشاء صناديق استثمارية وغيرها من التدريب والتأهيل للقطاع الخاص.
وتحت عنوان «نحو آفاق جديدة» أقيمت النسخة الثانية من مؤتمر ليب في عام 2023م، بمشاركة ضعف عدد المتحدثين في النسخة السابقة، إذ زاد عددهم على 700 متحدث من أكثر من 50 دولة، لمناقشة عدد من المواضيع ذات الصلة منها الاقتصاد الابتكاري، والتقنيات المالية، والمدن الذكية، والثورة الصناعية الرابعة وغيرها. بالإضافة إلى إطلاق ثمانية صناديق استثمارية بقيمة تتجاوز ملياري ريال؛ بهدف تعزيز دور المملكة كوجهة للابتكار وريادة الأعمال عبر دعم الشركات الناشئة وتشجيع مجال الأبحاث والتطوير.
وفي العام الماضي 2024م، أقيمت ثالث نسخ المؤتمر بمشاركة ألف متحدث لمناقشة مستقبل التقنية، والذكاء الاصطناعي، واستعراض أحدث الابتكارات. بالإضافة إلى تفعيل دور المملكة كنقطة جذب للاستثمارات التقنية، حيث اختتمت النسخة الثالثة باستثمارات تتجاوز 48 مليار ريال. أما نسخة هذا العام التي تعد النسخة الرابعة من مؤتمر ليب، فقد تجاوز عدد المتحدثين ألف شخص بمشاركة أكثر من 1800 جهة عارضة للتقنية، بالإضافة إلى تجاوز الاستثمارات بهذه النسخة قيمة 55 مليار ريال، مما يعكس ريادة المملكة في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي عالميًا.
حسنًا، ثم ماذا؟
يقول معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات: «لو وضعنا السعودية ضمن منطقة الاتحاد الأوروبي ستكون خامس دولة في التقدم التقني في أوروبا».