منال الحصيني
علم الوراثة الفوقي: هو فهم العلاقة بين الجينات والبيئة وهو أحد فروع العلوم التي تدرس كيفية التفاعل بين الجينات والبيئة في تشكيل الصفات والخصائص في الكائنات الحية عموماً؛ فهو امتداد لعلم الوراثة التقليدي الذي بدوره يركز على الجينات وتأثيرها على الصفات.بذلك هو يدرس كيفية التأثير المتبادل بين الجينات والبيئة في تشكيل الصفات. على سبيل المثال، كيفية تأثير التغذية على التعبير الجيني، أو كيفية تأثير التلوث على التعبير الجيني. بذلك هو يساعد في:
- فهم كيفية التأثير المتبادل بين الجينات والبيئة في تشكيل الصفات في الكائنات الحية.
- تطوير علاجات جديدة للأمراض الوراثية.
- تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من كيفية التأثير المتبادل بين الجينات والبيئة في تشكيل الصفات في الكائنات الحية، مما يمكن أن يساعد في تطوير علاجات جديدة للأمراض الوراثية.
- الزراعة: يمكن أن يساعد علم الوراثة الفوقي في فهم كيفية التأثير المتبادل بين الجينات والبيئة في تشكيل الصفات في النباتات، مما يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات جديدة لتحسين الإنتاجية الزراعية.
- البيئة: يمكن أن يساعد علم الوراثة الفوقي في فهم كيفية التأثير المتبادل بين الجينات والبيئة في تشكيل الصفات في الكائنات الحية، مما يمكن أن يساعد في تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من التلوث البيئي.
وهذا على وجه العموم، ولكن لو تفردنا به على النطاق البشري نجد أن الإسلام قد تحدث عن مفاهيم متعلقة بعلم الوراثة الفوقي، على الرغم من أن مصطلح «علم الوراثة الفوقي» لم يكن مستخدمًا في ذلك الوقت.
ودلت بعض النصوص على ذلك فيما يتعلق به:
1- «القرآن الكريم»: هناك آيات تتحدث عن تأثير البيئة على التعبير الجيني، مثل قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (سورة ص، الآية 71-72).
2- «الحديث النبوي»: هناك أحاديث تتحدث عن تأثير البيئة على التعبير الجيني، مثل الحديث الذي يقول: «الناس يولدون على الفطرة، فتهديهم أُمُّهُمُ وَآبَاؤُهُمُ إِلَى اليهوديةِ وَالنَصْرَانِيَّةِ» (رواه البخاري).
3- «الطب الإسلامي»: هناك كتب تتحدث عن تأثير البيئة على التعبير الجيني، مثل كتاب «الطب النبوي» لابن القيم.
والجدير بالذكر أن هناك بعض المفاهيم الإسلامية المتعلقة بعلم الوراثة الفوقي كالفطرة -ويقصد بها الصفات التي يولد بها الإنسان والتأثير البيئي -حيث طبيعة المكان وطريقة القيم والتربية- وهي من أهم المفاهيم المتعلقة بذلك.
والمُثير في علم الوراثة الفوقي أنه يوضح الصفات السلوكية لدى الأبناء حيث يعتبرها انتقالاً من الآباء والأجداد كالتأثيرات البيئية والغذائية التي تؤثر على السلوك البشري عبر الأجيال والتأثيرات النفسية المصاحبة لكل نمط مستحدث في الحياة، ومدى حدة انتقاله من جيل لآخر كالقلق، والاكتئاب، والسلوك العدواني والسلوك المجتمعي وهناك أمثلة لانتقال صفات كانت في الأجداد تنتقل للأولاد، وربما الأحفاد؛ فالوراثة الجينية التي تمتلكها العائلة تجعلها اكثر عرضة للإصابة بمرض ما، ويتفاوت زمن المرض بحسب الجين فلو أن الأب اصيب بالسكري في عمر متوسط سيصيب احد الاحفاد في عمر صغير وذلك تبعا للتأثيرات البيئية ونمط الحياة وجودة الغذاء.
وبذلك يكون (علم الوراثة الفوقي) علم هام يظهر أن البيئة تلعب دورا مهماً في تشكيل حياتنا، ويمكن له أن يساعدنا في فهم استجابتنا للبيئة واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع الأمراض، وعلينا أن نأخذ علم الوراثة الفوقي على محمل الجد ونطبق مفاهيمه فالعلماء ساهموا في البحث وتطويره حتى يومنا هذا.